Welcome, Guest
You have to register before you can post on our site.

Username
  

Password
  





Search Forums

(Advanced Search)

Forum Statistics
» Members: 545
» Latest member: hatuandat
» Forum threads: 3,591
» Forum posts: 29,318

Full Statistics

Online Users
There are currently 338 online users.
» 0 Member(s) | 337 Guest(s)
Yandex

Latest Threads
ChatGBT is answering a ve...
Forum: Discussion of Beliefs
Last Post: Muslimah
09-06-2024, 06:34 PM
» Replies: 0
» Views: 106
Introduction to The New M...
Forum: General
Last Post: Hassan
08-05-2024, 06:41 PM
» Replies: 0
» Views: 190
Stories of Relief After H...
Forum: General
Last Post: Hassan
08-04-2024, 04:47 AM
» Replies: 0
» Views: 153
Reality of Angels
Forum: Discussion of Beliefs
Last Post: Hassan
08-03-2024, 03:01 PM
» Replies: 1
» Views: 2,001
Amounts of Rakah for each...
Forum: Islam
Last Post: Hassan
08-03-2024, 02:58 PM
» Replies: 1
» Views: 1,157
What Jesus(pbuh) said abo...
Forum: Islam
Last Post: Hassan
08-03-2024, 02:56 PM
» Replies: 3
» Views: 1,219
Giving babies names of An...
Forum: Discussion of Beliefs
Last Post: Hassan
08-03-2024, 02:53 PM
» Replies: 2
» Views: 2,518
Christian's Looking For T...
Forum: Islam
Last Post: Hassan
08-03-2024, 02:38 PM
» Replies: 1
» Views: 1,177
Your Way to Islam
Forum: General
Last Post: ForumsOwner
08-03-2024, 10:47 AM
» Replies: 0
» Views: 107
Virtues of the Day of Ara...
Forum: Haj, Umrah, Eid ul Adha
Last Post: Muslimah
06-15-2024, 08:57 AM
» Replies: 3
» Views: 2,206

 
  خمس همسات لضيوف ستار أكاديمي
Posted by: hefny - 02-18-2004, 02:11 PM - Forum: منتدى المقالات باللغة العربية - No Replies


خمس همسات لضيوف ستار أكاديمي

بقلم الشيخ : سلمان بن يحي المالكي

الحمد الله الذي امتنّ على عباده بالأسماع والأبصار ، وكرّم الإنسان ورفع له المِقدار ، أحمده سبحانه خلق المنطِق واللسان ، وأمر بالتعبد وطاعة الرحمن، ونهى عن الفواحش ومنكر البيان ، وصلى الله وسلم على محمد صاحب الحجة والبيان ، نصره بالسيف والسنان ، وعلى آله وصحبه والسلام .. أما بعد :

هذه همسات من حديث الحب ، ونفحات من عبير الورد ، وأشجان من قطوف الزهر ، فاضت بها النفس ، وجاد بها القلب ، وسطرها البيان ، وترجمها البنان ، أزفها إلى مسلم تعلّق قلبه بالمعازف والألحان ، هاجت لها أحاسيسه وتعلقت بها أنفاسه ، قد علا منه صوته ، وهاجت منه حركته ، وتمايل كتمايل السكران ، وتكسر كتكسر النسوان ، همسات أنثرها إلى قلوب مزقها الغناء ، وفرّقها الشجا ، قضوا حياتهم لذة وطربا ، واتخذوا دينهم لهوا لعبا ، أزفها إلى عقل نيّر وقلب زكي .

نعم .. أزفها إليك أنت يا من أعلم أنك مسلم موحّد ، يشتاق قلبك إلى الجنات ، وتهتز روحك إلى الدرجات العاليات ، وتعظم رب الأرض والسماوات ، فأنا لا أكتمك سراً فأنت من أغلى خلانّي وأسمى أحفادي ، ومن أجل إخواني وأعز أصحابي ، ولئن كان الشيطان قد تغلّب عليك تارة فأنت أهلٌ أن تغلبه تارات وتارات ، وأرجوا أن نجتمع سوياً في الجنات وبجانب سيد الأنام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

الهمسة الأولى :

هل علمت يوما أن الغناء الذي أنت تمارسه وتقضي معه أعزّ وأثمن الأوقات أنه صوت العصيان ، وعدو الرحمن ومزمار الشيطان ، نعم .. هو وربي قرآن الشيطان ، ما أدمن عليه عبد إلا استوحش من القرآن والمساجد ، وفرّ عن كل راكع وساجد ، وغفل عن ذكر الرب المعبود ، واستأنس بأصوات النصارى واليهود ، فَسَلْ ذا خبرة ينبيك عنه لتعلم كم خبايا في الزوايا ، ألم ترى أنه تغلّب على بعض العقول وطغى ، وزاد في الضلال وبغى ، وما خلقك لهذا ..! نعم .. لم يخلقك ربك لأجل الغناء والألحان ، والهُيام والأشجان ، لا وألف لا ، بل خلقك لأجل أن تعبده وتدعوه ، وتنصر دينه وتحميه ، نعم .. فهل أدركت سرّ وجودك في هذه الحياة ، فعشتَ لأجله ومت ؟!

وانظر - رعاك الباري - إلى شباب مثلك يعيشون للإسلام ويحيون لأجله ويموتون لأجله ، ويسفكون دماءهم لأجله ، أُناس مثلك خلقهم الله كغيرك صالحون فُطَنَا ، طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا ، بذلوا لربهم حياتهم ، وأنفقوا لهم أموالهم ، وأذلّوا بين يديه جِباههم ، وفارقوا لأجله أوطانهم ، شباب عرفوا للخالق حقه ، فصدقوا في حبه ، وتنعموا بقربه ، وشكروا له نعمته ، كلما ازدادت نعم الله عليهم ، ازدادوا لفضله شكرا ، وله حبا وتعبدا ، تسامت نفوسهم عن الهوى والألحان ، وتعلقوا بنعيم الجنان ، فلم يجرّهم الشيطان إلى شهوات ، ولا إلى مجالسِ المنكرات ، فلما كانوا كذلك أسكنهم ربهم فسيح الجنات ، مع الحور العين واللذات ، فما التفت وربي أحدهم إلى لهو ومعازف ، ولم يدنس دينه ولم يقارف ، بل سمت نفسه إلى سماع الرحمن ، والتقلب في الجنان ، حتى قال عنهم من خلقهم وسواهم : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم } ، ولك في هذه القصة عِبْرِة وعَبْرة ، طلب ملك الروم من أحد الخلفاء أن يُرسل إليه رسولا عاقلا ، فأرسل إليه الإمام أبا بكر الباقلاَّني ، فلما حضر مجلس ملك الروم ، أمروه أن يدخل من الباب راكعا ، فأبى عليهم وأقسم أنه لن يركع إلا لله الذي خلقه من عدم ، وصوره فأحسن صورته ، فلما دخل عند الملك ، أمر الملك عازفا عنده أن يضرب بآلة معه ، وكان لا يسمعها أحد إلا تمايل لها وطرب واهتزّ ، فلما ضرب العازف بآلته ، وسمعها الباقلاَّني التفت إلى الناس فإذا هم يتمايلون ، فلما رآهم كذلك ، مال على إصبعه واجتهدَ حتى جرحها فسال الدم ، فأشغله ألم الجُرح عن سماع الغناء .

الهمسة الثانية :

أما سمعت قول الرب الحكيم وهو يقول في القرآن الكريم عن إبليس الرجيم بعد أن أقسم على ربه أن يفسد الخلائق { فاذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً * واستفزز من استطعت منهم بصوتك } ، والصوت هنا صوت الشيطان وهو الغناء .

ألا ترى أنه يُثير الغرائز والآثام ، ويدعوا إلى الاختلاط وأنواع الحرام ؟! ولعمر الله كم من حرّة صارت بالغناء من البغايا ، وكم من حرٍّ صار به عبداً للصبيان والصبايا ، وكم من غيور تبدّل به اسماً قبيحاً بين البرايا ، وكم من معافى أحلّ به أنواع البلايا .

نعم .. قل لي بربك - أيها العاقل - هل سمعت يوما مغنيا يغني بالتحذير من الزنا وشرب المسكرات ، أو بالغض عن البصر والعفة عن الشهوات ، أو شهود صلاة الجماعة مع المؤمنين والمؤمنات ، كلا وربي ، فما سمعنا ولا سمعت أنت بشيء من ذلك بل يصف الخدّ والقدّ والعينين والوَجنتين ، والحب والغرام ، والعشق والهيام وهذا ظاهر إذا تأملت كلامات الأغاني ، مع ما فيها من فتنة النساء بأصوات الرجال وفتنة الرجال بأصوات النساء أضف إلى ذلك كثرة التغنُّجٍ والدلال ، والتمايل والضحكات ، والغمزات والهمسات فتُاثر عندها الغرائز والشهوات وتدعوا إلى سيء الأخلاق والمنكرات ، وهؤلاء قد توعدهم الله بالعذاب الأليم والجزاء الوبيل يوم القيامة ، قال الله : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ، وهذا الوعيد فيمن أحب ، فكيف بمن يعمل على إشاعتها ؟ إنه وربي الغناء رقية الزنا وداعية الخنا ، ومزمار الفساد وضلال العباد ، أفتأمن بعد هذا أن تُسْلب حلاوة القرآن ، والخشوع والأحزان ، وبيع الجزيل من الجنات بالقليل من اللذات ؟

أفتأمن بعد هذا هدام اللذات ، ومنغص الشهوات ، وميتم الأولاد والبنات ، فكأنه جاءك على غِرَّة ، فأبكم منك اللسان ، وهدَّ منك الأركان ، وقرّب منك الأكفان ؟

أفتأمن بعد هذا أن تُفاجئ بالقَضى ، وجمرٍ كالغَضى ، وسياطٍ وزقوم ، وتهويل ورجوم ؟

الهمسة الثالثة :

لقد قرن رسولك صلى الله عليه وسلم بين الغناء والخمر والزنا فقال : ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرَّ - أي الزنا - والحرير والخمر والمعازف ) [ رواه البخاري ] .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( نُهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نعمة بلهو ولعب ومزاميرِ شيطان ، وصوت عند مصيبة لطمِ وجوهٍ وشقِ جيوب ) [ رواه الترمذي ] .

وسئل بن مسعود عن قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله }،  فقال :" والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء " .

وسئل محمد بن الحنفية عن قوله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما } ، فقال : " الزور هو الغناء ؛ لأنه يميل بك عن ذكر الله " .

ووصف الله عبّاد الأصنام عند البيت الحرام بالغناء والتصفيق فقال : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية } ، والمكاء والتصدية نوع من المعازف والغناء .

وقد توعد النبي - صلى الله عليه وسلم - سُمَّاع الأغاني بالمسخ والخسف والقذف فقال : ( سيكون في أمتي خسف وقذف ومسخ ، قيل متى ؟ قال : إذا ظهرت القينات - أي المغنيات - والمعازف واستحلت الخمر ) [ رواه البخاري ] .

وقال عليه الصلاة والسلام : ( ليكونن من أمتي أناس يشربون الخمر ويُعزف على رؤوسهم بالقيان يمسخهم الله قردة وخنازير ) [ رواه الترمذي ] .

نعم .. هذا شأن الغناء ولم يبقى إلا أن يتحقق الوعيد بالخسف والمسخ والقذف بالحجارة والحديد ، وقد تواتر كلام الأئمة الأطهار والعلماء الأبرار ، فعن عمر - رضي الله عنهما - خرج يوماً في حاجة ، فمرّ في طريق فسمع زُمَّارةَ راعٍ فوضع أصبعه في أذنيه حتى جاوزه .

فقل لي بالله عليك : أزماّرةُ راع أولى بالتحريم أم هذا الغناء الذي يتغنّج فيه المطرب والمطربة فيفتِنُ القلوب ، ويُشغل الأرواح عن علام الغيوب ، وقال عمر بن عبد العزيز لأبنائه :" أحذركم الغناء ، أحذركم الغناء ، أحذركم الغناء ، فما استمعه عبد إلا أنساه الله القرآن " .

وجاء رجل إلى ابن عباس - رضي الله عنهما – فقال : يا ابن عباس : أرأيت الغناء أحلال هو أم حرام ؟ فقال له : أرأيت الحق والباطل إذا جاء يوم القيامة ، فأين يكون الغناء ؟ قال الرجل : يكون مع الباطل ، فقال بن عباس ، فماذا بعد الحق إلا الضلال ..! اذهب فقد أفتيت نفسك .

وسأل رجل الإمام مالك عن الغناء فقال : ما يفعله عندنا إلا الفسّاق ، وسُئل الإمام أحمد عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق في القلب ، وسماه الإمام الشافعي دياثه ، وأبو حنفية أفتى بتحريمه ، وأجمع العلماء على تحريمه ، فهل بعد هذه الأقوال من إباحة لهذه الآفة ؟ وبقول من تقتنع إن لم تقتنع بقول هؤلاء وكلام الرحمن وسيد الأنام .؟ كيف لا .. والغناء مبدأه من الشيطان ، وعاقبته سخط الرحمن ، وهو يحرك النفوس إلى كل قبيح ، ويسوقها إلى كل وصف مليحة ومليح ، فإذا سمع به أحد قلّ حياؤه ، وفرح به شيطانه ، واشتكى إلى الله إيمانه ، وثقل عليه قرآنه ، وتراه يميل برأسه ، ويهزَُ بمنكبه ، ويضرب الأرض برجليه ، ويصفق بيديه ، ويتأوَّه تأوُّه الحبيب ، ويصرخ كالمجانين ، فما من مطرب إلا ويترنَّح حوله نفر من الراقصات ، وما من مطربة إلا وحولها نفر من الرجال ، يتراقصون ويتمايلون ، اختلاط وسفور وتعرية للنحور ، فمن يجيز مثل هذا يا شباب الإسلام ..؟ فنعوذ بالله من هذه الأحوال .

فدع صاحبَ المزمار والدُفِّ والغناء **** وما اختاره عن طاعةِ الله مذهبا

ودعه يعش في غيِّه وضلاله **** على تنتنا يحيا ويُبعث أشيبا

وفي تنتنا يوم المعاد تسوقـه **** إلى الجنة الحمراء يُدعى مقرَّبا

سيعلم يوم العرض أيَّ بضاعةٍ أضاع ****وعند الوزنِ ما خفَّ أو ربا

ويعلم ما قد كان فيه حياته **** إذا حُصِّلت أعماله كلِّها هبا

دعاه الهدى والغيّ من ذا يجيبه **** فقال لداعي الغيّ أهلا ومرحبا

وأعرَضَ عن داع الهدى قائلا له **** هواي إلى صوتِ المعازف قد صبا

الهمسة الرابعة :

أما كلمات الأغاني فهي والله أعجب من أن تتصور ، فيها من المحادة لله ورسوله والشرك الأكبر والأصغر ، والتعدي على الرسل الكرام ، والاعتراض على رب العالمين وعلى ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ ، فهذا أحدهم يقول : " جئت لا أعلم من أين .. ولكني أتيت .. ولقد أبصرتُ قُدّامي طريقا فمشيت .. وسأبقى سائرا فيه شئت هذا أم أبيت .. كيف جئت .؟ كيف أبصرت طريقي .. لست أدري " ، وتقول أخرى :"لبست ثوب العيشِ ولم أُستشر " ، أي خلقني ربي ولم يستشيرني نعوذ بالله من هذا الكفر .

ويقول آخر : " عشتُ لك وعلشانك " ، والله يقول : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } ، وهذا يقول : " أعشق حبيبي واعبد حبيبي " ، وآخر يقول : " الحب في الشرع فرض على الجميع ارتِياده ، قلت المحبة عندي لو تعلمين عباده " ، وبعضهم يكذب على الله فيقول : " الله أمر .. لعيونك أسهر " ، والله يقول : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون } ، وهذا يعتدي على نبي من أنبياء الله لما فقد محبوبته : " صبَرت صبْر أيوب ، وأيوب ما صبر صبري " ، وهذا يعترض على قضاء الله وقدره ويتهمه فيقول : " ليه القسوة ليه ، ليه الظلم ليه ، ليه يا رب ليه " ، وهذا يصرِّح باستعداده دخول النار ما دام أنه مع محبوبته فيقول : " يا تعيش وايّاي في الجنة ، يا أعيش وإياك في النار ، بطّلت أصلي وأصوم ، بدّي أعبد سماك ، بجهنم ماني برايح ، إلا أنا وإياك " ، وآخر يقول : " علشانك أنتِ ، أنكوي بالنار ، وألقِّح جثتي ، وأدخل جهنم وأقول : آه يالهوتي " ، وآخر يقول : " خذي الجنة ، وعطيني النار ، ما دام هذا كل ما تشتيهنه " ، وهذا يعترض على ما كتبه الله في اللوح المحفوظ فيقول : " الفرح مسطّر غلط مكتوب " ، وهذا يستهزئ بالموت فيقول : " أُوصي أهلي وخلاني حين أموت ، يضعوا في قبري ربابة وعود " ، وهذا يستهزئ بالقرآن فيقول : " حبك سقر ، وما أدراك ما سقر ! " ..

فيأخي العاقل : ألا ترى أن هؤلاء المغنون قد اعتدوا على الشريعة وعلى ربهم وعلى رسله وأنبيائه ، فانظر إلى أشرطة الغناء واقرأ أشرطة المغنين تجد أنهم نصارى أو مسلمين كفرة فجرة ، لا يصلون ولا يعظمون الدين .

الهمسة الخامسة :

إن مما يعينك على ترك هذا الغناء ، الرغبة في دار أخرى فيها متع عظيمة ، إنها الجنة وما أدراك ما الجنة ! نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مضطرب ، وثمرة نضيجة ، وحلل كثيرة ، وزوجة حسناء جميلة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في حلة عالية بهيَّة ، في جنة عدن عند مليك مقتدر ، بناها الله تعالى لعباده المتقين فأحسن بناءها ، وملأها من كرامته ورحمته ورضوانه ؛ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، مِلاطها المسك ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت والجوهر ، وترابها الزعفران ، وسقفها عرش الرحمن ، غرفها مبنية يُرى ظاهرها من باطنها ، ويرى باطنها من ظاهرها ، من دخلها ينعم فلا يبأس ، ويخلد فلا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، أما أشجارها فما من شجرة هناك إلا ولها ساق من ذهب ، وأخرى من فضة ، وأما ثمارها فألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، وأما ورقها فورق من رقائق الحلل ، وأما تصفيق الرياح لذوائب أغصانها ، فيستفز من لا يطرب بالطرب ، والحور العين ينظر الرجل إلى خدها فيرى وجهه في خدها ، ويعتنقها أربعين سنة فلا يُحس بضيقها ، ويمصُّ ريقها فهو عنده أحلى من العسل ، وأما أنهارها : فأنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وفوق ذلك ظلُّها ممدودٌ ، وطلحُها منضود ، ألْيَن من الزبد ، وأحلى من العسل ، وأما ماؤها ، فمسكوب ، حدائق وأعناب ، وكواعب وأتراب ، فاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون ، شرابهم التسنيم والزنجبيل والكافور، وآنيتهم الذهب والفضة في صفاء القوارير، فيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذُّ الأعين ، مَن يدخلها يخلد أبدًا ، روح وريحان ورب راضٍ غير غضبان ، ذُلِّلت قطوفُها تذليلا ، يتكئ أهلها على الأرائك لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا { لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا * إلا قيلا سلامًا سلامًا } ، { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يُحبرون } ، فلماذا أخي لا تفيق وتعود إلى العزيز الحميد ؟!

وأخيراً ..

يا لاهيا بالغناء { ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } .

يا لا هيا بالغناء { ماغرك بربك الكريم * الذي خلقك فسوك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك } .

يا لا هيا بالغناء { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا } .

يا لا هيا بالغناء : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } .

يا لا هيا بالغناء : تصوّر نفسك وأنت بين زملائك في لهو طرب وإعراض وزمر ، فإذا بملك الموت قد حل بك ، فكيف يكون جوابك ومصيرك أمام الجبار جل جلاله .

يا لا هيا بالغناء : أرأيت لو سلب الله سمعك ، فصرت تجلس بين الناس ، لا تدري عنهم إذا تكلموا ولا تفهم مرادهم إذا ضحكوا ، تتلفت بينهم بعينيك ، وتشير لهم بيديك .

يا لا هيا بالغناء أين أنت من المؤمنين { الذين إذ ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً } ؟!

يا لا هيا بالغناء ، أما تخشى سوء الخاتمة ، فتلقى الله سامعا أو مغنيا أو عازفاً ؟!

يا لا هيا بالغناء أما علمت أنك عبد لله ، وكل ذرة من ذرات جسمك وكل نفس من أنفاسك لا يتحرك إلا بإذن خالقك وقد جعل الله لك عينين ولسانا وشفتين ، فهل سألت نفسك يوما كيف علاقتي معه ؟ هل هو راض عني أولا ؟ كيف سيكون اللقاء يوم القيامة ؟

يا لا هيا بالغناء أما فكرت يوما مع من تجتمع معه ، وقد رحل منهم من رحل ، فهل تتمنى أن تجتمع معهم في مكان واحد يوم القيامة ..؟ والموت إن لم ينزل بك اليوم نزل بك غداً ، فأين وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ؟ أين وجهك يوم يعلم نبيك - صلى الله عليه وسلم - أن أمته قد عكفت على الغناء والمسيقى بسببك ؟ أين تذهب بوجهك يوم تعلم أن الناس سهروا على الغناء إلى الفجر بصوتك وزمرك ؟ أين تذهب بوجهك إذا بعثر ما في القبور ، وحُصّل ما الصدور ؟ أين تذهب بوجهك إذا سال عرقك ، وانتفض جسدك ، وطار فؤادك ، فيا أخي .. يا من بارز الله بهذه المعصية .. يا من أعجبه بشبابه ، وألهته ثيابه ، وغرّه صوته وجماله ..

اعتزل ذكر الأغاني والغزل **** وقل الفصل وجانب من هزل

إنّ أهنا عيشةٍ قضيّتَها **** ذهبت لذاتها والإثم حـلّ

هذه نسماتي وهمساتي .. هذه أزهاري ووردي .. زففتها إليك ، وبثثتها بين يديك .. وقد سمعت ما سمعت .. فكن ممن سمع واتعظ ، فالعاقل من وُعظ بغيره لا به .. والسلام عليك ورحمة الله

h[url=]http://islameiat.com/doc/article.php?sid=552[/url]

Print this item

  NAIL IN THE FENCE - A Good Story for Great Friends.....
Posted by: Ahlam - 02-17-2004, 01:49 PM - Forum: "And remind for reminding benefit the believers - Replies (3)


Assalamu 'alaikum everybody,

There once was a little girl who had a bad temper. Her mother gave her a bag of nails and told her that every time she lost her temper, she must hammer a nail into the back of the fence.

The first day the girl had driven 37 nails into the fence. Over the next few weeks, as she learned to control her anger, the number of nails hammered daily gradually dwindled down. She discovered it was easier to hold her temper than to drive those nails into the fence.

Finally the day came when the girl didn't lose her temper at all. She told her mother about it and the mother suggested that the girl now pull out one nail for each day that she was able to hold her temper. The day passed and the young girl was finally able to tell her mother that all the nails were gone.

The mother took her daughter by the hand and led her to the fence. She said, "You have done well, my daughter, but look at the holes in the fence.

The fence will never be the same. When you say things in anger, they leave a scar just like this one. You can put a knife in a person and draw it out.

It won't matter how many times you say I'm sorry, the wound is still there. A verbal wound is as bad as a physical one. Friends are very rare jewels, indeed. They make you smile and encourage you to succeed. They lend an ear, they share words of praise and they always want to open their hearts to us."

You are my friends and I am honoured.

Please forgive me if I have ever left a hole in your fence.

Print this item

  الافتقار إلى الله لُبُّ العبودية
Posted by: hefny - 02-17-2004, 09:07 AM - Forum: منتدى المقالات باللغة العربية - Replies (1)


الافتقار إلى الله لُبُّ العبودية 25/12/1424

الشيخ أحمد الصويان

الحمــد للــه رب العـالمين، والصلاة والسلام على أشـــرف الأنبيــاء والمرســلين.. وبعد:

من أخص خصائص العبودية: الافتقار المطلق إلى الله تعالى، فهـو: «حقيقــة العبــودية ولبُّها»(1). قال الله ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْـحَمِيدُ} [فاطر: 15]، وقال ـ تعالى ـ فـي قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ: {فَقَالَ رَبِّ إنِّي لِـمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24].

عرَّفه الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ بقوله: «حقيقة الفقر: أن لا تكون لنفسك، ولا يكون لها منك شيء؛ بحيث تكون كلك لله، وإذا كنت لنفسك فثمَّ ملك واستغناء مناف للفقر». ثم قال: «الفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى الله في كل حال، وأن يشهد العبد في كل ذرة مـن ذراتــه الظاهـرة والباطنـة فاقـة تامـة إلى الله ـ تعالى ـ من كل وجه»(2).

فالافتقار إلى الله ـ تعالى ـ أن يُجرِّد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها، ويُقبل بكليته إلى ربه ـ عـز وجل ـ متذللاً بين يديه، مستسلماً لأمره ونهيه، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته. قال الله ـ تعالى ـ: {قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْـمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 ـ 163].

قال يحيى بن معاذ: «النسك هو: العناية بالسرائر، وإخراج ما سوى الله ـ عز وجل ـ من القلب»(3).

والمتأمل في جميع أنواع العبادة القلبية والعملية يرى أن الافتقار فيها إلى الله هي الصفة الجامعة لها، فبقدر افتقار العبد فيها إلى الله يكون أثرها في قلبه، ونفعها له في الدنيا والآخرة، وحسبك أن تتأمل في الصلاة أعظم الأركان العملية، فالعبد المؤمن يقف بين يدي ربه في سكينة، خاشعاً متذللاً، خافضاً رأسه، ينظر إلى موضع سجوده، يفتتحها بالتكبير، وفي ذلك دلالة جليَّة على تعظيم الله ـ تعالى ـ وحده، وترك ما سواه من الأحوال والديار والمناصب. وأرفع مقامات الذلة والافتقار أن يطأطئ العبد رأسه بالركوع، ويعفِّر جبهته بالتراب مستجيراً بالله منيباً إليه، ولهذا كان الركوع مكان تعظيم الله تعالى، وكان السجود مكان السؤال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقَمِنٌ أن يستجاب لكم)(4).

ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في ركوعه: «اللهم! لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت. خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي»(5).

قال الحافظ ابن رجب: «إشارة إلى أن خشوعه في ركوعه قد حصل لجميع جوارحه، ومن أعظمها القلب الذي هو ملك الجوارح والأعضاء، فإذا خشع خشعت الجوارح والأعضاء كلها؛ تبعاً له ولخشوعه». ثم قال: «ومـن تمام خشـوع العبد لله ـ عز وجل ـ وتواضعه في ركوعه وسجوده؛ أنَّه إذا ذلَّ لربه بالركوع والسجود، وصف ربه حينئذ بصفات العز والكبرياء والعظمة والعلو، فكأنه يقول: الذل والتواضع وَصْفي، والعلو والعظمة والكبرياء وَصْفك»(6).

إنَّ هذه المنزلة الجليلة التي يصل إليها القلب هي سرُّ حياته وأساس إقباله على ربه سبحانه وتعالى؛ فالافتقار حادٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة.

ويتحقق ذلك بأمرين متلازمين؛ هما:

الأول: إدراك عظمة الخالق وجبروته:

فكلما كان العبد أعلم بالله ـ تعالى ـ وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه، قال الله ـ تعالى ـ: { إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وقال: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَـمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109] .

وقال الفضيل بن عياض: «أعلم الناس بالله أخوفهم منه»(7)، وقال: «رهبة العبد من الله على قدر علمه باللّه»(8).

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: «أصل الخشوع الحاصل في القلب إنما هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته، وجلاله وكماله؛ فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع. ويتفاوت الخشوع في القلوب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له، وبحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع»(9).

ومَنْ تدبر الآيات البينات والأحاديث الشريفات التي جاء فيها ذكر صفاته العلى وأسمائه الحسنى؛ انخلع قلبه إجلالاً لربه، وتعظيماً لمقامه، وهيبة لسطوته وجبروته سبحانه وتعالى.

قال ـ تعالى ـ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الْـحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إلاَّ بِإذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].

وقال ـ تعالى ـ: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ * وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْـمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 59 - 61].

وقال ـ تعالى ـ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67].

وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يطوي الله السموات يوم القيامة، ثم يأخذهنَّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك؛ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك؛ أين الجبارون؟ أين المتكبرون)(10).

قال الإمام ابن القيم: «القرآن كلام الله، وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته، فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس، وتخشع الأصوات، ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء. وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات، فيستنفد حبُّه من قلب العبد قوة الحب كلها؛ بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح عبده فارغاً إلا من محبته، فإذا أراد منه الغير أن يعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك كل الإباء ..». ثم قال: «.. وجماع ذلك: أنه ـ سبحانه ـ يتعرف إلى العبد بصفات إلهيته تارة، وبصفات ربوبيته تارة، فيوجب له شهود صفات الإلهية المحبة الخاصة والشوق إلى لقائه، والأنس والفرح به، والسرور بخدمته، والمنافسة في قربه، والتودد إليه بطاعته، واللهج بذكره، والفرار من الخلق إليه، ويصير هو وحده همَّه دون ما سواه. ويوجب له شهود صفات الربوبية التوكل عليه، والافتقار إليه، والاستعانة به، والذل والخضوع والانكسار له»(11).

وعرّف ابن القيم الخشوع بأنه: «خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء، وشهود نعم الله، وجناياته هو؛ فيخشع القلب لا محالة، فيتبعه خشوع الجوارح»(12).

الثاني: إدراك ضعف المخلوق وعجزه:

فمن عرف قدر نفسه، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً؛ تصاغرت نفسه، وذهب كبرياؤه، وذلَّت جوارحه، وعظم افتقاره لمولاه، والتجاؤه إليه، وتضرعه بين يديه. قال ـ عز وجل ـ: {فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ} [الطارق: 5 ـ 10].

وقد جمع الإمام ابن القيم بين هذين الأمرين بقوله: «مَنْ كملت عظمة الحق ـ تعالى ـ في قلبه؛ عظمت عنده مخالفته؛ لأن مخالفة العظيم ليست كمخالفة مَنْ هو دونه. ومَنْ عرف قدر نفسه وحقيقتها؛ وفقرها الذاتي إلى مولاها الحق في كل لحظة ونَفَس، وشدة حاجتها إليه؛ عظمت عنده جناية المخالفة لمن هو شديد الضرورة إليه في كل لحظـة ونَفَـس. وأيضـاً فإذا عـرف حقارتها ـ مع عظم قدر من خالفه ـ؛ عظمت الجناية عنده؛ فشمَّر في التخلص منها، وبحسب تصديقه بالوعيد ويقينه به؛ يكون تشميره في التخلص منها، وبحسب تصديقه بالوعيد ويقينه به؛ يكون تشميره في التخلص من الجناية التي تلحق به»(13).

--------------------------------------------------------------------------------

(1) مدارج السالكين، (439/2).

(2) المرجع السابق، (440/2).

(3) ذم الهوى، لابن الجوزي، (ص 69).

(4) أخرجه: مسلم في كتاب الصلاة، (1/ 843)، رقم (974).

(5) أخرجه: مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، (1/ 535)، رقم (177).

(6) الخشوع في الصلاة، لابن رجب الحنبلي، ص (14 ـ 34).

(7) سير أعلام النبلاء، (8/ 724).

(8) المرجع السابق، (426/8).

(9) الخشوع في الصلاة، (ص 02).

(10) أخرجه: مسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، (2148/4)، رقم (2788)، واللفظ له، وأخرجه البخاري مختصراً في كتاب التوحيد، (393/13)، رقم (7412). وأخرجه أبو داود في كتاب السنة، (234/4)، رقم (4732) بلفظ: (ثم يطوي الأرضين، ثم يأخذهن بيده الأخرى).

(11) الفوائد، (ص 28 ـ 81).

(12) الروح، (ص 232).

(13) مدارج السالكين، (/1 541 ـ 144).



Print this item

  أسباب الانحراف عن السنة
Posted by: hefny - 02-17-2004, 08:55 AM - Forum: منتدى المقالات باللغة العربية - No Replies


أسباب الانحراف عن السنة 12/12/1424

حامد بن عبد الله العلي

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً _صلى الله عليه وسلم_ عبده ورسوله ، أما بعد:

فإن الله _تعالى_ قد ذكر في كتابه العزيز أن الهدى محصور في الوحيين : الكتاب والسنة ، وقد تكرر تقرير هذا الأصل في القرآن كثيرا ، كمثل قوله _تعالى_: "قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 38ـ 39).

ومثل قوله _تعالى_: "قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ" (آل عمران 73).

ومثل قوله _تعالى_: "وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (الأعراف 52) ،

و قوله _تعالى_: "فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (القصص 50) ،

وقوله _تعالى_: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (العكنبوت 51)

وقول _تعالى_: "وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ " (سبأ 50).

وقوله _تعالى_: "إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى" (الليل 12).

ونظائرها في القرآن كثيرة جداً ، ولهذا جعل الله أصل الدين مبنياً على الإيمان بالسمع ، والإيمان بما أنزل الله _تعالى_ ، كما جاء في ذلك آيات كثيرة جداً ، بل لا يكاد يذكر الإيمان إلا ويُقرن بالإيمان بما أنزل الله _تعالى_ من الوحي ، ولهذا أمر الله _تعالى_ المؤمنين أن يفْصِلوا إيمانهم عن إيمان غيرهم بذكر إيمانهم بما أنزله عليهم من الوحي المحفوظ .

قال الله _تعالى_: "قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (البقرة 136(،

وفي آل عمران قال _تعالى_: "قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمـــــَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهــــِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحــــَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحـــْنُ لَــــهُ مُسْلِمُونَ " (آل عمران 84 ).

ولهذا أيضاً مدح الله المؤمنين في القرآن بأنهم أهل السمع والطاعة ، فالسمع به يعلمون الحق والهدى ، والطاعة إنما هي الامتثال الفوري للسمع والانقياد له ، وعدم معارضته بشيء .

وهذا في القرآن كثير جداً ، كما في سورة النساء ، وسورة النور، وغيرهما .

ومن هنا حصر بعض العلماء أسباب الوقوع في مخالفة الحق علماً وعملاً ، في سببين :

اتباع الشبهات ، والميل إلى الشهوات .

فالشبهات تعرض في العلم ، وتمنع القلب من معرفة الحق من الوحي ، وتشوش عليه صورة المعلوم منه،

وهي تعرض في المتشابه أكثر من المحكم ، ولهذا جاء في القرآن "فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ" (آل عمران 7).

وأما الشهوات فهي اتباع ما تشتهيه النفس .

كما أن الشبهات اتباع ما يقع في النفس مما يظن أنه من العلم ، أو من أدلته ، فيقدم على الوحي ، أو يعارض به الوحي ، فيحصل بذلك الميل عن الحــق .

وقد قال _تعالى_: "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً" (النساء 27).

وأصل الميل العدول والانحراف ، ولا بد منه للذين يتبعون الشهوات.

وبهذا يعلم أنه في كلا الأمرين من اتباع الشبهات وكذلك الشهوات ، ميل عن السمع والطاعة ، وعن تمحّض الاستمساك بالوحي الذي أمر الله به في قولــــه: "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (الزخرف43).

والناظر في تاريخ الفرق الإسلامية ، وأسباب انحرافها عن السنة ، وعن أصول الهدى التي أجمع عليها سلف الأمة ، المأخوذة من مقتضى وصية النبي _صلى الله عليه وسلم_ لهم بقوله: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" رواه مالك بلاغاً، والحاكم موصولاً بإسناد حسن .

الناظر في أسباب انحرافها في أبواب الأسماء والصفات الإلهية ، والقدر ، والتعليل ، والأسماء والأحكام ، والوعد والوعيد ، والخلافة والصحابة ، والإمامة ، والصلاح والأصلح ، والحسن والقبيح ، ونحوها من مسائل النزاع التي وقعت في الأمة ، أو وقعت فيمن ينتسب إلى القبلة ، يرى أن تلك الأسباب ترجع إلى سببين رئيسين:

أحدهما : معارضة الوحي بغيره .

والثاني : الخطأ في فهم الوحي .

أما الأول : فيتفرع منه ثلاثة أسباب :

أحدها : معارضة الوحي بما يظن أنه الأدلة العقلية القطعية التي لا يأتيها الباطل ، وقد حمل لواء هذه المعارضة الجهمية بطوائفها الثلاث : الجهمية الأولى ، والمعتزلة ، والأشعرية الكلابية ، وقد تولد منهم ما تولد من الآراء المنحرفة ، والأفكار المتردية المخالفة للحق والهدى في كثير من أبواب العلم ، في أسماء الله وصفاته ، وفي القضاء والقدر ، وفي الأسماء والأحكام ، لاسيما اسم الإيمان وما يدخله فيه .

الثاني : معارضة الوحي بما يظن أنه كشوف إلهية ، وإلهامات ربانية ، من الملكوت الأعلى ، ومـن أذواق يجدونها في نفوسهم وقلوبهم ، يعتقد أصحابها أنها من عند الله ، وأن الله خصهم بها من العلم اللدني ، كما خص الخضر بعلم لم يعلمه موسى _عليه السلام_ ، وأن لهم بها أن يخرجوا عن مقتضى الوحي الإلهي المنزل على محمد _صلى الله عليه وسلم_ ، كما وسع الخضر أن يخرج عن شريعة موسى ، وتحت هذا شعب كثيرة من الانحراف عن السنة لاسيما في الطرق الصوفية ، ولهذا صار التصوف من قرون مديدة ، مجمعاً لهذا الانحراف الخطير.

الثالث : معارضة الوحي بآراء الناس ، من أقوال الرؤساء والمتبوعين والمشايخ، ممن يُدّعى له العصمة ، أو ممن يعطى منصب الإمامة ، ويعارض كلام النبوة بقوله ، وعلى هذا يقوم أصل دين الرافضة ، وكثير منه في المتصوفة أيضاً ، ويوجد منه نصيب في أتباع المذاهب الفقهية المعتبرة من أهل التعصب المذهبي .

وغالب الاتباع يكون هذا الأخير هو السبب الأعظم في انحرافهم عن الصراط المستقيم .

أما المتبوعون فغالب انحرافهم في السبب الأول والثاني .

وأما السبب الرئيس الثاني، وهو الخطأ في فهم الوحي .

فهو يتفرع منه ثلاثة أسباب أيضاً :

أحدها : اعتماد ما ليس من الوحي ، ظنا أنه منه؛ كالأحاديث الضعيفة والموضوعة ، والإسرائيليات ، والقياس الضعيف ، وما يظن أنه إجماع وليس بإجماع .

الثاني : التقصير في جمـع نصوص الوحي في الباب ، فيُقتصر على بعضها دون بعض ، وقد تقرر في قواعد العلم أن المجتهد لا يعرف الفقه حتى يجمع ما في الباب من الأدلة ، فإنّ الوحي يبيّن بعضه بعضاً ، تفصيلاً لمجمل ، وتخصيصاً لعام ، وتقييداً لمطلق ونحو ذلك .

ومن هنا ضلّت القدرية والخوارج والمرجئة في أخذهم ببعض آي الكتاب دون بعض ، في الأبواب التي ضلّوا فيها ، وإن كانوا ينزعون أيضا إلى الاستدلال العقلي في مذاهبهم الباطلة .

الثالث : عدم التقيّد بهدي السلف في فهم الأدلة الشرعيّة ، أعني الأصول والقواعد الكليّة التي أجمعوا عليها ، والتي بها تلقّوا الدين ، وفهموه ، ذلك أنّ لهم منهجاً في إنزال الأدلة الشرعية منازلها الصحيحة ، وهو سبيل المؤمنين الذي أمر الله _تعالى_ باتباعه في الكتاب العزيز .

فهذه هي أهم أسباب انحراف من انحرف عن السنة في هذه المطالب الدينية العظيمة .

وأما أهل السنة ، فقد عُصموا من الانحراف بسبب تمسكهم بوصية النبي _صلى الله عليه وسلم_ لهم في قوله: "تركت فيكم ..." الحديث وقد تقدم .

والله _تعالى_ قد بعث نبيه محمداً _صلى الله عليه وسلم_ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، إلى قيام الساعة ، فكان مقتضى هذا أن يحفظه كما أنزل ، كما وعد _سبحانه_ "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر 9).

وإنما يحفظ الله الدين بالرجال المؤمنين ، فيستعملهم لذلك ، يستعملهم لحفظ التنزيل في صدورهم بالعلم كما قال: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " (العنكبوت 49).

ويستعملهم لحفظه بالعمل به ، كما قال: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصال * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والأبصـــار" (النور 36).

ويستعملهم لحفظه بالمنافحة عنه ، وورود حياض الموت في سبيل رفع كلمتــه " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّــــهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الأحزاب 22ـ 23 (.

ذلك أن هذا الدين إنما يحفظ بالعلم والعمل والصبر في الجهاد؛ لأنه ليس نظريات فلسفيّة ، ولا مباحث كلامية تلقى على مثقفين للبحث والنظر، إنه صبغة تصبغ حياة الإنسان كلها ، وتتجلى في جميع جوارحه وحركاته وسكونه ، بإيمان صادق ، وعلم يقين ، وعمل صالح ، وجهاد وصبر ، وذلك لعمرو الله لا يكون إلا في نماذج إنسانية ، تتمثل فيها هذه المعاني في صورة متكاملة حيّة ، و مؤثرة فيما حولها ، فتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

وقد حقق الله_تعالى_ وعده فلم يزل في الأمّة ، المنهج الحق الذي يحمل الإسلام المصفى من الشوب ، المتمثل في خـــــط أهل السنة والجماعة ، الذين حفظوا الإسلام من ضلالات المنحرفين عن صراطه المستقيم ، وقد أخذ بعضهم بأيدي بعض على مر العصور ، كلما ذهب مجدد ، بعث الله في الأمة مجددا ، يرفعون الوحي بأيديهم فوق رؤوسهم عالياً ، لئلا يختلط بغير الوحي العليّ النورانيّ ، لئلا يختلط بأهواء المتهوّكين ، ونزغات الشياطين، وضلالات المنحرفين .

وقد مات أكرم الخلق على ربه _صلى الله عليه وسلم_ فحمل دينه المحفوظ أصحابه ، ثم من بعدهم أئمة الهدى من التابعين كعلقمة ، ومسروق ، وعبيدة السلماني ، وابن المسيب ، وأبي الشعثاء ، وسعيد بن جبير ، وعبيد الله بن عبدالله ، وعروة ، والقاسم ، والشعبي ، والحسن ، وابن سيرين ، والنخعي ، وطاووس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وسالم بن عبدالله بن عمر ، والزهري ، وأمثالهم من الطبقة .

ثم مثل: مالك ، والأوزراعي ، والليث بن سعد ، وأبي حنيفة ، ومعمر بن راشد ، وابن أبي عروبة ، والثوري ، وابن عيينة ، والحمادين ، وشعبة ، أبي عوانة ، وابن جريج ، وابن الماجشون ، وابن أبي ذئب ، وأمثالهم من الطبقة .

ثم مثل: ابن المبارك ، والقاضي أبي يوسف ، ووكيع ، والوليد بن مسلم ، وعلي بن عاصم ، والفضيل بن عياض، ويزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد القطان، وأمثالهم من الطبقة.

ثم مثل: الشافعي ، وأبي عبيدة ، وأحمد ، وابن معين ، وابن المديني ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، وإسحاق بن راهويه ، وأبي ثور ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن آدم ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وأمثالهم من الطبقة .

ثم مثل : المزني ، والأثرم ، وابن هانئ ، والبخاري ، ومحمد بن نصر المروزي ، وابراهيم الحربي ، والحميدي ، ومسدد بن مسرهد ، وزهير بن حرب ، وأحمد بن صالح ، وهناد بن السري ، ويونس بن عبدالأعلى ، وابن خزيمة، وأمثالهم .

ثم مثل : محمد بن يحيى الذهبي ، وعبد بن حميد ، والجوزجاني ، وابن زنجويه ، وأبي زرعة الرازي ، وأبي حاتم الرازي ، والفسوي ، ومسلم بن الحجاج ، وأبي داود ، وابن أبي خيثمة ، وحرب الكرماني ، وعبيد الله بن عبدالكريم الدارمي، وأمثالهم .

ثم مثل : عثمان بن سعيد الدارمي ، وبقي بن مخلد ، والترمذي محمد بن عيسى ، وابن ماجة ، وأحمد بن سلمة ، وابن قتيبة ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والفريابي ، والنسائي ، وابن أبي عاصم ، وأمثالهم .

ثم مثل : أبي عوانة صاحب الصحيح ، والخلال ، وابن الجارود ، وابن صاعد ، والطحاوي الحنفي ، وابن سرج الشافعي ، والبربهاري وأمثالهم .

ثم مثل: أبي علي النيسابوري الحافظ ، والطبراني ، وابن حبان ، وأبي بكر الآجري ، وابن السك، وأبي بكر الجرجاني (كبير الشافعية بجرجان)، وابن السني ، وأبي الشيخ الأصيهاني ، وابن شاهين ، والدراقطني ، وابن بطة العكبري، وأمثالهم .

ثم مثل : ابن أبي زيد القيرواني المالكي ، وأبي نعيم الأصبهاني ، والطلمنكي ، وأبي بكر الإسماعيلي الحافظ ، وأبي عثمان الصابوني ، وابن أبي زمنين المالكي ، واللالكائي الشافعي وأمثالهم .

ثم مثل : أبي عمرو الداني ، وأبي نصر السجزي ، وابن عبد البر المالكي ، والخطيب البغدادي ، وأمثالهم .

ثم مثل : الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين ، والبغوي محيي السنة ، وإسماعيل التيمي أبي القاسم ، ثم السلفي أبي طاهر ، ثم الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، وابن الصلاح ، والمنذري ، والضياء المقدسي ،وأمثالهم .

ثم مثل: المزي ، والذهبي ، والبرزالي ، وشيخ الإسلام ابن تيميه ، وابن القيم ، وابن مفلح ، وابن رجب ، وابن كثير ، وابن عبد الهادي ، وابن سيد الناس وأمثالهم .

ثم مثل: ابن ناصر الدين ، ومَن بعده، مثل: المرداوي علاء الدين ، ومن بعده، مثل: ابن النجار الفتوحي ، ثم مرعي بن يوسف الحنبلي وأمثاله ، ثم مثل: البهوتي والسفاريني وأمثالهم من أجلة العلماء .

ثم جاء شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، ثم انتشر العلم على نهج أهل السنة والجماعة ، وكثر العلماء جدا _بحمد الله تعالى_ .

فمن أعيانهم وكبرائهم بعد المجدد الذي كان هو الإمام المقدم في وقت حكم محمد بن سعود وابنه عبد العزيز، جاء من بعده عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ، وكان هو المقدم في زمن سعود بن عبد العزيز ، ثم أبناء الشيخ حسين وعلي وإبراهيم ، وتلميذه العالم الجليل حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر ، وتلميذه عبد العزيز بن عبدالله الحصين ، وسعيد بن حجي ، وحسين بن غنام .

وكان في هذا الوقت في اليمن الإمام الشوكاني ، والصنعاني ، ثم الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ، ثم ابنه عبد اللطيف بن عبد الرحمن إمام زمانه أيضاً .

ثم عبدالله بن عبد اللطيف ، والإمام الكبير عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين ، والإمام حمد بن علي بن محمد بن عتيق ، ومن تلاميذه العلامة سليمان بن سحمان ، وسعد بن عتيق بن الشيخ حمد .

ومن علماء هذه المدة أحمد بن إبراهيم بن عيسى ، وفي العراق، مثل: خير الدين الألوسي ، ومحمود شكري الألوسي ، وفي الهند محمد بن بشير السهسواني ، وصديق حسن خان، وأمثالهم .

ثم جاء الإمام محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ثم تلاميذه الإمام عبد العزيز بن باز ، وعبد الله بن حميد ، وعبد الرحمن بن محمد بن قاسم ، وعبد العزيز بن ناصر بن رشيد ، وغيرهم من العلماء في ذلك الوقت، مثل: الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي .

ومن العلماء أيضاً في زمن هؤلاء: الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ، ومن قبله محمد بهجة البيطار، وفي مصر أحمد شاكر ، حامد الفقي ، ومحمد خليل هراس ، ومحمد منير (صاحب دار الطباعة المنيرية) ، وغيرهم كثير ، وفي وقتنا أيضاً ممن لا يحصيهم إلا الله ، وإنما ذكرت من حضرني ، من الذين أعلم تمحضهم للسنة واتباع السلف ، وممن لا يخرجون في غالبة حالهم وعلومهم عن ذلك ، اللهم إلا أن تكون زلّة لاتحسب على الفضلاء ، مما لا يكاد يسلم منه العلماء ، ولاريب أن من لم أذكرهم أضعاف أضعاف من ذكرت .

وقد ملأ الله بهم الدنيا نوراً وهدىً وعلماً ، وكانوا متمسكين بالعروة الوثقى ، مستضيئن بنور الوحي، معظمين له، منقادين للأخبار والآثار ، لا يرضون عنها بديلاً ، ولا يقدمون عليها رأياً ، ولا ذوقاً ، ولا سياسة ، ولا قول أحد كائناً من كان ، ولا يخافون في إقامة حجة الله على خلقه لومة لائم .

هذا هو موكب المجددين في هذه الأمة المصطفاة ، اختارهم الله _تعالى_ فجعلهم أنوار الهدى ، ومصابيح الدجى ، أصولهم واحدة ، وعقيدتهم من الكتاب والسنة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ، ذلك بما كانوا يعلمون الكتاب، وبما كانوا يدرسون ، هم حصن الشرع المنيف ، وسور السنة المنيع ، وقلعة الدين ، فلله درهم ، وعليه شكرهم، نصرهم الله من فرقة ناجية ، وطائفة منصورة ، وجماعة هادية مهدية ، فالحق بهذا الركب المبــــارك :

واعلم هديت أنـه جـاء الخبــــر

عن النبي المصطفى خير البشر

بأن ذي الأمة ســوف تفــــترق

بضعاً وسبعين اعتقاداً والمحق

من كان في نهج النبي المصطفـى

وصحبــه من غير زيغ وجفا

وليس هذا النص جزمــاً يعتبـــر

في فرقـة إلا علـى أهـل الأُثر

Print this item

  Dreams
Posted by: amma - 02-16-2004, 02:24 PM - Forum: General - Replies (14)


Salam

Everyone has dreams good and bad. I want to know wots the islamic propective abt dreams? Are you allowed to analyse your dreams to see wot the meaning of dem are.

Someone tld me that he heard in sum talk he wnt to dat if u see urself dieing in ur dreams dat means in reality u die to. He also said that he heard that if u see urself fallin of a cliff jst before u land you will wake up. When u dream ur spirit comes out of you and all the people that r in ur dream will have a smiliar dream but from thier own view piont. Is ne of this true or not.

Wot r the good signs of a dream and wot r the bad signs?

Print this item

  Look what London Mayor says: Sobhan Allah
Posted by: Muslimah - 02-16-2004, 12:52 PM - Forum: Current Affairs - No Replies


London mayor says French veil ban 'anti-Muslim'

LONDON, Feb 10 (AFP) - A proposed French ban on Islamic headscarves from state schools is an "anti-Muslim measure", London mayor Ken Livingstone said Tuesday, warning that it pandered to racist sentiment in society.

"It is an anti-Muslim measure and will stir up anti-Muslim pressure," Livingstone said.

"(French) President Jacques Chirac is playing a terribly, terribly dangerous game, in the same way that many politicians felt they could pander to Hitler in the '20s," Livingstone said.

"The only way to defeat fascism in Europe is to stand against every demand they (fascists) make," the mayor told a London press conference held to discuss the French vote.

Livingstone was speaking just before French lawmakers on Tuesday adopted the controversial bill, which will make it illegal to wear clothes or signs that "conspicuously" display affiliation to a faith.

Although it does not specify the items which would be barred, an experts' report listed the Jewish skullcap and "large" Christian crosses in addition to the Islamic headscarf.

Sikh turbans are also likely to be included, and Education Minister Luc Ferry has said bandanas and even beards could be barred if worn with the wrong intent.

The initiative, put forward by Chirac's ruling center-right party and supported by the left-wing opposition Socialists, was overwhelming approved by the National Assembly, and will now go to the upper chamber Senate.

Drafted in response to a perceived rise in religious radicalism among the country's estimated five million Muslims, it has enjoyed strong popular support in France but sparked criticism from rights groups abroad and governments of some Muslim countries.

Livingstone held the press conference in London along with representatives of several human rights organizations and spokespeople for British Muslim, Jewish, Sikh and Pentecostal communities.

© AFP

Subject: France news

Print this item

  Bring Your Friends Closer to Allâh
Posted by: Muslimah - 02-16-2004, 09:13 AM - Forum: Usama - No Replies


12 Tips for Muslim Youth

by Dar-ul-Muslimeem

--------------------------------------------------------------------------------

Why should you, a young Muslim, be helping to bring your friends closer to

Allâh?

After all, you've got your own struggles to deal with: trying to explain to

hostile teachers why you pray, Hijab discrimination, standing up in class when

the professor attacks Islâm, dealing with parents who think you've gone nuts

because you're growing a beard, or all the other difficulties faced by a number

of practicing Muslim youth? Islâm was never meant to be an individualistic

faith, reserved for the "chosen few". Muslims have a duty to spread the Deen;

and practicing Muslim youth, whether beginners, activists or leaders, have a

crucial role to play.

"Allâh has put them in a position that perhaps no one else is in," notes Sheema

Khan, former Muslim Youth of North America (MYNA) advisor for eastern Canada.

"They have the means to communicate with their peers, they have an understanding

of what they're going through plus they have the guidance of Islâm."

Who is your childhood friend going to listen to? Who is your childhood friend,

who would rather spend Fridays at MacDonald's than the Masjid, or your classmate

who is Muslim in name and only knows that "Muslims don't eat pork" going to

listen to: the nice Imam of the Masjid who would freak out if he saw the way

they were dressed and talked or you who may have grown up with them, joked with

them, or see them everyday in school?

The answer is obvious: You.

Don't panic. Here are some tips and advice which can help. These are advices

from other Muslims, many of whom have been there and done that:

Tip # 1 : Make Your Intention Sincere

All work we do should ideally be for the sake of Allâh. That includes the task

of bringing someone closer to Allâh. That of course means this should not be

connected to arrogance, thinking you're the teacher and everyone else should be

lucky you've embarked on a crusade to save them. Guidance is from Allâh. Make

Dua and make sincere efforts and remember Allâh.

Tip # 2 : Practice What You Preach

Not practicing what you preach is wrong and you will lose the confidence of

anyone, young or old, once they figure you out. Don't do it.

Tip # 3 : Use The Qur'ân, Seerah of the Prophet and Ahlulbait (peace be upon

them)

As TABLIGH Guides Read and understand those chapters of the Qur'ân which talk

about how the Prophets presented the message of Islâm to their people. Read the

Seerah to see especially how the Prophet Muhammad and Ahlulbait peace and

blessings be upon them) brought Islâm to so many different people, including

young people.

As well, talk to Tabligh workers, and check out manuals they may have written,

like Yahiya Emerick's How to Tell Others About Islâm.

Tip # 4 : Talk To People As If You Really Don't Know Them

Don't assume you know someone just by looking at them. You don't know that the

Muslim girl in your homeroom who walks through the school's hallways as if they

were fashion show catwalks, is not someone you can talk to about Allâh because

she looks like a snob. Or that the Muslim guy who you've never seen at Juma at

your university is a "bad Muslim". Maybe he was never really taught Islâm and

has no idea what importance Friday prayers have in Islâm, especially for Muslim

men.

Tip # 5 : Smile

Did you know the Prophet was big on smiling? But many "practicing" Muslims seem

to have "their faces on upside down" as one speaker once said-frowning and

serious. Smiling, being polite and kind are all part of the manners of the

Prophet, which we must exercise in our daily lives. If we want to approach

others with Islâm, we have to make ourselves approachable. Smiling is key to

this.

But note that being approachable does not mean being flirtations with the other

gender. There are Islâmic rules for how men and women should deal with each

other which have to be respected. Tabligh is no excuse to have long and private

conversations and meetings with the other sex, for example. Set up a system

where someone expressing an interest in Islâm is referred to someone of the same

sex.

Tip # 6 : Take The Initiative & Hang Out With Them

Take the first step and invite someone you may have spoken to a couple of times

to sit at lunch together, to check out a hockey game or invite them over for

Iftaar in Ramadan.

Also, share difficulties, sorrows and frustrations. Help with homework, be a

shoulder to cry on when depression hits, or just plain listen when your friend

is upset, discuss common problems and KEEP THEIR SECRETS. There are few things

as annoying as a snitch and backstabber. But an important note: if the problem

is of a serious nature, (i.e. your friend is thinking of committing suicide or

is taking drugs), notify and consult an adult immediately.

Tip # 7 : Show Them Islâm Is Relevant Today, Right Here, Right Now

Young people may think Islâm is too "old fashioned" and not in tune with the

modern age.

Prove this wrong. Show how Islâm is really about relating to Allâh, which any

human being can do, anywhere, anytime. Allâh is always closer to you than your

jugular vein and He hears and knows everything. Encourage friends to ask Allâh's

help during tests, exams, and in dealing with problems at home with parents and

siblings. Also point out how Islâm relates to teenagers: Islâm gives you focus

and an understanding of who you are and where you are going, which most of "teen

culture" does not.

Tip # 8 : Get Them Involved In Volunteer Work With You

If you are already involved in the community, get your friend to help out. Ask

them to make a flyer for one of your youth group's events or brainstorm for

ideas about activities to hold this school year. This involvement makes them

feel part of the Muslim community and deepens your friendship, since you are now

working together on something beneficial for both of you. Make sure you thank

them for their contribution.

Tip # 9 : Ask Them 4 Fundamental Questions

As your friendship develops, you will notice the topics you discuss may become

more serious. You may be discussing, for instance, future goals and plans. Khan

recommends four questions to ask that can steer the topic to Allâh and Islâm:

a. Where am I going in life and what would make me really happy deep down

inside?

b. What do I believe?

c. Who should I be grateful to?

d. Did I get to where I am today without the help of anyone?

Tip # 10 : Emphasize Praying 5 Times A Day Before Any Other Aspect Of Islâm

A person's main connection with Allâh, on a daily basis, is through the prayer

five times a day. Don't emphasize any other aspect of Islâm until your friend

starts making a real effort to pray five times a day. Emphasize the direct

connection one has with Allâh in prayer. If they are facing a problem, tell them

to pray, and to ask Allâh for help in Salah and outside this time. When

possible, make it a point to pray together during your "hang out time". If your

friend begins to pray, that is the first step to other aspects of Islâm like

giving up swearing, treating parents with respect or dressing Islâmically.

Tip # 11 : Help Instill Confidence In Adults

Adults, like Bart Simpson's dad Homer, are considered bumbling idiots in the

eyes of "teen culture". Your job as a young Muslim is to help turn the tables on

this false and un-Islâmic belief. All you have to do is this: when a Muslim

adult does something good (i.e. saving someone's life, donating money to a

worthy cause, the Imam gives a good speech, taking good care of his/her family)

bring it up in the course of your conversations with your friend and praise the

adult in question. Doing this regularly may not only change your friend's

perspective, but could lead to them seeing their own parents in a more

respectful way.

Tip # 12 : Support Them Even When They Become More Practicing

Remember, just because a person starts practicing Islâm more regularly, this

does not mean everything will be okay from this point onwards. There will still

be hard times, difficulties. There may be times when your friend may have doubts

about his or her newfound practice of Islâm. Be there to reassure them.

Print this item

  صورة أسير حرب عراقي وابنه تفوز بجائزة العام
Posted by: hefny - 02-14-2004, 04:32 PM - Forum: منتدى المقالات باللغة العربية - No Replies


Subject: صورة أسير حرب عراقي وابنه تفوز بجائزة العام

الجمعة 22/12/1424هـ الموافق 13/2/2004م(آخر تحديث) الساعة 18:27(مكة المكرمة), 15:27(غرينتش)

وفي المرتبة الثانية زلزال بم

صورة أسير حرب عراقي وابنه تفوز بجائزة العام

[Image: 1_205772_1_6.jpg]

الصورة الفائزة بالمركز الأول (الفرنسية)

فازت صورة مواطن عراقي أسر في الحرب على العراق مع ابنه بجائزة صورة العام الصحفية الدولية عن عام 2003.

وتظهر الصورة، وهي للمصور الفرنسي جون مارك بوجو، الأب الذي وضع على رأسه غطاء أسود وهو يحتضن طفله المذعور خلف الأسلاك الشائكة.

وتخفي الأسلاك الشائكة جزئيا صورة الطفل الحافي القدمين الذي يحاول والده مواساته وكلاهما يجلس على الأرض في معسكر لأسرى الحرب بالقرب من النجف في العراق.

وقال المحكمون إن القوات الأميركية التي احتجزت الرجل أجبرته على ارتداء غطاء بلاستيكي يخفي رأسه ووجهه.

وقالت المحكمة روث أيشهرن مديرة التصوير في مجلة جيو الألمانية إن الجائزة الأولى منحت لبوجو للقيمة الرمزية والتعبيرية لصورة الأب وابنه.

وأكدت أن الصورة توضح المعاناة في حرب معقدة واعتبرت أنها معبرة للغاية. وأوضحت أن أغطية الرأس والوجه البلاستيكية لم تستخدم كثيرا من قبل لهذا فإن الصورة مفزعة للغاية كما أنها تصور حب الأب لابنه.

وأفاد المنظمون أن صورة المصور الفرنسي جون مارك بوجو التي التقطها لوكالة أسوشيتد برس خلال الحرب على العراق تفوقت على عدد قياسي من الصور بلغ 63093 صورة في العام السابع والأربعين للمسابقة التي تنافس فيها 4176 متسابقا من 124 دولة.

وهيمنت الحرب على العراق على جناح الصورة الإخبارية في مسابقة عام 2003. كما تنافست صور لليبيريا والشرق الأوسط وزلزال بم في إيران.

الفائزة بالمركز الثاني (الفرنسية)

وحصل المصوران أحمد جاد الله وجيري الأمين اللذين يعملان لحساب رويترز على الجائزة الأولى للصور الإخبارية الميدانية عن غارة على مخيم جباليا في قطاع غزة. وأظهرت لقطاته امرأة تندب زوجها في غزة، وتشبه صورة المرأة المنتحبة اللوحات الزيتية.

وفي المركز الثاني تربعت صورة أب إيراني يحمل ولديه على كتفيه متجها بهما نحو المقبرة الرئيسية في مدينة بم التاريخية بعد يوم من تعرضها لزلالزال مدمر في ديسمبر/كانون الأول 2003 راح ضحيته عشرات الآلاف ومنيت المدينة بالدمار الكامل، وخسارة مادية كبيرة

[Image: 1_205775_1_4.jpg]

Print this item

  المصافي الإيمانية للذنوب والخطايا
Posted by: hefny - 02-14-2004, 04:19 PM - Forum: منتدى المقالات باللغة العربية - No Replies


-----Original Message-----

From: Islamic Reminder [mailto:Islamic_Reminder@hotmail.com]

المصافي الإيمانية للذنوب والخطايا

من منطلق قوله : "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، وفي ضوء قوله : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" تتجه العقول، وتهفو القلوب والنفوس، لمعرفة مسالك هذه التوبة ومتطلباتها، ولإداك سبلها ووسائلها.

وكلما كانت مخاطر الانزلاق والانحراف كبيرة وكثيرة، وجب أن يكون اندفاع المؤمن قوياً في اتجاه البحث والتنقيب عن أسباب الوقاية والتحصن، وعوامل التطهر والتنظف، لضمان تزكية النفس وتصفيتها، ورجاء تخلصها من أوزارها وذنوبها.

ضرورة ووجوب التصفية: في هذه الحمأة من الفعل وردته، والذنب وتوبته، تتجلى لنا وتتكشف أبعاد اللطف الإلهي، والمدد الرباني، للعبد المؤمن، حيث لا يدعه يتخبط وحيداً، وقد استحب الخير واختار الهدى، وإنما يهيئ له معارج للتزكية والتصفية، تتحات من خلالها أوزاره وذنوبه كما تتحات أوراق الشجر، بل ويبدل الله سيئاته حسنات مصداقاً لقوله تعالى: "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" (الفرقان:70).

:::::::: أولاً: المصافي العبادية ::::::::

1. المصافي اليومية: من خلال الصلوات الخمس، فرائض وسنناً ونوافل، بما من شأنه إزالة آثار ما يمكن أن يقع فيه الإنسان من ذنوب وخطايا في اليوم والليلة، حيث جاءت اللفتة النبوية إليها واضحة جلية في قوله : "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا شيء. قال : فإن الصلوات الخمس تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن" (أخرجه مسلم).. وفي إشارة أخرى يقول رسول الله : "إن الصلوات كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر" (أخرجه مسلم).

2. المصافي الأسبوعية: فإن لم تكف المصافي اليومية في محو الأوزار والذنوب، ردفتها المصافي الأسبوعية المتمثلة: بيوم الجمعة اغتسالاً وتطهراً وخطبة وصلاة، وما يكتنزه هذا اليوم المبارك من خير عميم.. وحسبنا في هذا المقام قول الرسول : "إن لله عز وجل في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار" (رواه ابن عدي وابن حبان)، وكذلك قوله : "إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام" (رواه البيهقي وابن حبان وأبونعيم..)، وكذلك في فضل صيام يومي الإثنين والخميس.

3. المصافي الموسمية: وتأتي هذه المصافي لتكمل ما عجزت عنه غيرها وما تراكم من ذنوب وخطايا، كصيام شهر رمضان بدليل قوله : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، وستة أيام من شوال وبركات العشر الأوائل من ذي الحجة التي جاء فيها قوله "ما من أيام، العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" وصوم يوم عرفة الذي قال فيه رسول الله : "يكفر السنة الماضية والباقية".

4. مصفاة العمر: المتمثلة بفريضة الحج وما تذخر به من مناسك وأعمال خير وبر، اختصرها رسول الله بقوله: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" (متفق عليه).. وقوله: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (متفق عليه).

:::::::: ثانياً: المصافي الدعوية ::::::::

ففي المصافي الدعوية قوله : "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها" وفي رواية "خير من حمر النعم".

:::::::: ثالثاً: المصافي الخيرية ::::::::

كقضاء حاجات الناس، ورفع الظلم عنهم، وتيسير عسرهم، وتفريج كربهم والتخفيف عنهم، والمطالبة بحقوقهم، وكفالة أيتامهم، ورعاية أراملهم، وإيواء مشرديهم، بدليل قوله : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كرب يوم القيامة" وقوله: "الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الليل الصائم النهار".

:::::::: رابعاً: المصافي الابتلائية ::::::::

وقد تكون مصافي الذنوب وكفارات الخطايا من طريق الابتلاء، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية منها قوله : "إن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" وقوله: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" وقوله: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن".

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للإفادة من هذه المصافي الإيمانية، ويجعلها كفارات لذنوبنا، وأن لا يقبضنا إليه إلا وهو راضٍ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

---------------

بقلم: الأستاذ فتحي يكن

مشاركة: ayman samman

قائمة المنبه الإسلامي

* الأرشيف

http://groups.yahoo.com/group/IslamicReminder

* أرسل لنا عنوان من تحب أن تصله هذه الرسائل

* لا يزيد عدد الرسائل عن 4 في الأسبوع (على أكثر تقدير)

* للإنضمام إلى قائمة المنبه الإسلامي، أرسل رسالة فارغة إلى

IslamicReminder-subscribe@yahoogroups.com

ستصل لك رسالة من (Yahoo) قم بالرد عليها (Reply) كما هي وذلك لتأكيد اشتراكك

Print this item

  ما الفرق بين العقل والدين ؟
Posted by: hefny - 02-14-2004, 04:00 PM - Forum: منتدى المقالات باللغة العربية - No Replies


إسلاميات

ما الفرق بين العقل والدين ؟

ما الفرق بين العقل والدين ؟

السؤال

:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

هل يمكن الاعتماد على العقل في التصديق والإيمان، بمعنى هل تستطيع أن نحيل ما جاء به الدين على العقل ؟ فمثلاً إذا رأينا بعض الطوائف تقوم بطقوس معينة – بالعقل - لا تعقل فهل نستطيع أن نقول : ( الحمد لله على نعمة العقل والدين)، أم أن الدين والعقل متلازمين ؟،

وإلى أي مدى نستطيع أن نحكم العقل، وما الأمور التي تجعلنا نقف عندها ونصدقها ولو لم يستوعبها العقل على أكمل وجه ؟

(مع اعتقادي الجازم أن لاشيء في الإسلام يخالف العقل الواعي والفطرة السليمة ) آمل أن تفتونا في ذلك على وجه السرعة مشكورين ؟

الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...فيحسن أن نقدم للجواب بمعرفة العقل في اللغة والاصطلاح وبيان مكانته في الإسلام ثم بيان مجاله وحدوده فأما التعريف فهو :العقل لغة: مصدر عقل يعقل عقلاً، وأصل معنى العقل المنع، يقال: عقل الدواء بطنه أي أمسكه، وعقل البعير: إذا ثنى وظيفه إلى ذراعه وشدهما جميعاً بحبل لمنعه من الهرب .اصطلاحاً : يقع بالاستعمال على أربعة معاني:

(1) الغريزة المدركة .(2) العلوم الضرورية .(3) العلوم النظرية .(4) العمل بمقتضى العلم.منـزلة العقل في الإسلام :الإسلام جعل للعقل مكانة كبيرة في مجال التدبر والتفكر ومجال الاستنباط وعمران الأرض ووردت والآيات القرآنية بذلك بوجوه مختلفة ومنها :

1- خص الله أصحاب العقول بالمعرفة التامة لمقاصد العبادة: {واتقون يا أولي الألباب } [ البقرة : 197 ].2- قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول : { قد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} [ يوسف :111 ] ، {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعلمون } [ العنكبوت : 35 ].3- كرم الله العقل وجعله مناط التكليف عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَشِبَّ وَعَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِل ) .4- ذم الله المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها :{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا، أولو كان آبائهم لايعقلون شيئاً ولا يهتدون} [ البقرة :170].5- حرم الإسلام الاعتداء على العقل فحرم المسكر والمفتر، {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }[ المائدة :90 ]

، وعن أم سلمة قالت: ( نهى رسول الله صلى الله عيه وسلم عن كل مسكر ومفتر ) رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني .6- شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ما تنكره العقول ، وتنفر منه كالتطير والتشاؤم والاعتماد على الكهنة والعرافين والمنجمين، وكذلك النهي عن الرمل والودع والخرافات والأوهام بكل صورها وأشكالها .* وقد اعتمد الإسلام في الوصول إلى المعرفة على طريقين اثنين :

(1) طريق الوحي : وهو الخبر الصادق عن الله الذي بلغنا عن طريق النبوة والأنبياء .(2) طريق التجربة التي تجمع بين الحس والعقل، وهنا تظهر وسطية الإسلام في الجمع بين النقل والعقل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية يصور مذهب أهل السنة والجماعة :" العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال وبه يكمل العلم والعمل، لكنه ليس مستقلاً بذلك لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين فان اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار، وإذا انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها، وإن عزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أموراً حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة والأقوال المخالفة بالعقل باطلة " مجموع الفتاوى (3/338).وليس للعقل دور في كل العلوم على سواء فالعلوم ثلاثة أقسام:

(1) العلوم الضروريةوهي التي لا يمكن التشكيك فيها إذ أنها تلزم جميع العقلاء ولا تنفك عنهم كعلم الإنسان بوجوده وأن اثنين أكثر من الواحد وكسماء فوقنا والأرض تحتنا إلى غير ذلك مما يسمى بقوانين العقل الضرورية.(2) العلوم النظريةوهي التي تكتسب بالنظر والاستدلال وهذا النظر لابد في تحصيله من علم ضروري يستند إليه ، حتى يعرف وجه الصواب فيه ويدخل في هذا القسم كثير من العلوم كالطبيعيات والطب والصناعات، فهذه العقل له مجال رحب في معرفتها وإدراكها والتوسع فيها .(3) العلوم الغيبيةوهذه لا تعلم بواسطة العقل المجرد وحده، بل لابد للعقل إذا أراد أن يعلمها أن يكون له طريق آخر للعلم به كعلمه بما يكون في البلد القاصي عنه وعلمه بما في اليوم الآخر من بعث وحساب وجزاء وهذا لا يعلم إلا عن طريق الخبر ويدخل في هذا القسم كثير من مسائل الاعتقاد لا سيما التفصيلية منها، فهذه لا يستقل العقل بمعرفتها بل لابد من اعتماده على الوحي . انظر [ الاعتصام للشاطبي 2/318-322 ].هذا الموقف الوسط بخلاف ما عليه أصحاب الفرق الضالة فمنهم من اعتمد على العقل وأعرض عن الوحي بالكلية كالفلاسفة، أو أسقط حكم الوحي عند التعارض المفترض كما هو حال أكثر المتكلمين، ومنهم من جعل الحق والصواب فيما تشرق به نفسه وتفيض به روحه وإن خالف هذا أحكام العقل الصريحة أو نصوص الوحي الصحيحة كما هو حال بعض المتصوفة . انظر [ منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد : 169] .ولمعرفة حقيقة مجال العقل ومحدوديته فإنني أقول : إن الحواس كلها لها طاقة محدودة مقدرة معينة لا تستطيع تجاوزها فكل حاسة تتجاوز مجال قدرتها لا تصل إلى المراد ويلحقها الضرر، فعلى سبيل المثال العين تبصر وترى الأشياء لكنها رغم سلامتها لا تستطيع أن ترى الميكروبات الدقيقة رغم أنها موجودة، ولا تستطيع الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية وهكذا ، فإنها لها مجال وقدرة محددة، وإذا أرادت أن تخرج عن هذا أصابها الضرر ولم تحقق المقصود، فلو أن إنساناً أصرّ على أن يعرف حقيقة الشمس بعينه وحدّق فيها في وقت الظهيرة فإنه لن يصل إلى مبتغاه وسوف يضر عينه، وهكذا بقية الحواس كالأذن وغيرها .والعقل كذلك له طاقة وقدرة محددة ولا يستطيع أن يخضع كل المعارف وحقائق،ها لقدرته ؛ فإن الناس يؤمنون ويسلمون بأمور لا تدركها حواسهم ولا تحيط بها عقولهم، فعلى سبيل المثال الجاذبية الأرضية تقبلها العقول وإن كانت لا تستطيع معرفة حقيقتها، والكهرباء عبارة عن انتقال الإلكترونات من القطب السالب للموجب لكن تعجز العقول عن معرفة كنه ذلك، وكذلك العقل يرى السراب وتعطيه الحواس أن ما تراه ماء ولكنه من واقع التجربة ينكر دلالة الحواس ومثل ذلك القلم إذا وضع في الماء بدا منكسراً ومتعرجاً وهو ليس كذلك.ومن هنا ؛ فإن العقل له دائرة لا يستطيع أن يخضعها لمجال عمله ومن ذلك أمور الغيب، ويمكننا أن نقول أن ما دخل في دائرة الغيب خرج من دائرة العقل ،فعلى سبيل المثال الميت إذا وضع في قبره ردت إليه روحه وجاءه الملكان فيجلسانه ويسألانه كما هو معروف في نص الحديث الصحيح، فكيف هي عودة الروح ؟، ولماذا لا يصيح الميت ويطلب الخروج ؟ وكيف يفسح له في قبره مدّ بصره إذا كان من أهل النعيم ؟ كل ذلك لا يمكن تفسيره ومعرفته بالعقل، فالعقل مجال عمله دائرة الشهادة وأما الغيب فلا، ومثل ذلك يمكن أن يقال في مثال أقرب وهو مثال الرؤى التي يراها النائم، وكيف نستطيع أن نفسر أن النائم إذا رأى في المنام أنه يجري استيقظ وهو يلهث ؟ ما صلة الرؤية بعالم الشهادة ؟، وإذاً المطلوب في أمور الغيب مادامت جاءت من طريق الوحي أن يقبلها العقل ويسلم بها ولا يخوض في معرفة كنهها، ولو فعل ذلك لما وصل إلى نتيجة ولأضر ذلك بعقله، كما قلنا بشأن العين عندما تحدق في الشمس، وهذا الذي للفلاسفة وغيرهم ممن أرادوا أن يعرفوا بعقولهم ما وراء عالم الشهادة.وفي ضوء هذا نفهم قوله سبحانه وتعالى:{والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولوا الألباب} ، وعلى هذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم، وقفوا بعقولهم عند حدها ولم يخوضوا بها في ميادين الغيب الفسيحة، حيث لم يدخلوا في التفكير في ذات الله، ولا في كنه وكيفية صفاته، وزجروا عن ذلك ومنعوا منه فسلموا من الشكوك والشبهات واطمأنت قلوبهم بالإيمان واليقين.سئل الإمام ابن خزيمة عن الكلام في الأسماء والصفات، فقال : ولم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب أئمة الدين، مثل مالك وسفيان والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق ويحيى بن يحيى وابن المبارك وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن وأبي يوسف يتكلمون في ذلك وينهون أصحابهم عن الخوض فيه،ويدلونهم على الكتاب والسنة.وسمع الإمام أحمد شخصاً يروي حديث النـزول، ويقول: ينـزل بغير حركة ولا انتقال، ولا تغير حال، فأنكر أحمد ذلك وقال: قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو أغير على ربه منك .وقال الأوزاعي لما سئل عن حديث النـزول: يفعل الله ما يشاء.وقال الفضيل بن عياض : إذا قال لك الجهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه، فقل أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء .[ أقاويل الثقات ص62،63 ].وقال صاحب الطحاوية : " فإنه ما سلم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله – صلى الله عليه وسلم - ورد علم مشتبه عليه إلى عالمه" قال الشارح أي :" سلّم لنصوص الكتاب والسنة، ولم يعترض عليها بالشكوك والشبه والتأويلات الفاسدة.... فالواجب كمال التسليم للرسول – صلى الله عليه وسلم - والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون أن نعارضه بخيال باطل نسميه معقولاً، أو نحمله شبهة أو شكاً، أو نقدم آراء الرجال وزبالة أذهانهم، فنوحد بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان، كما نوحد المرسِل بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل ".وقال الطحاوي :" ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام " ، قال الشارح :" أي لا يثبت إسلام من لم يسلم لنصوص الوحيين، وينقاد إليها، ولا يعترض عليها، ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه " .روى البخاري عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال:" من الله الرسالة، ومن الرسول البلاغ،وعلينا التسليم"،وهذا كلام جامع نافع " [ شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص216-217-219 ] .والذين يقولون بتحكيم العقل نحاجهم بالعقل نفسه فنقول: إن العقول تقر وتسلم بأن بينها تفاوتاً واختلافاً، في قوتها وقدرتها، فأي عقل هو الذي سيكون المرجع الذي يحتكم إليه عند معارضته للنص؟، ولماذا يسلم لعقل إنسان من البشر ؟، ثم إن العقل نفسه يغير في نظره وحكمه بحسب ما يجدّ له من معرفة أو ما يتوصل إليه بعد المراجعة والتأمل، ومعنى ذلك أننا سنأخذ اليوم قولاً وربما في الغد يأتينا العقل بقول آخر، وهناك أيضاً من خلال تفاوت العقول ستكون لدينا آراء وأقوال كثيرة وهذا بفضي إلى الاضطراب والحيرة ثم أحياناً يكون بين آراء تلك العقول متناقضات لا يمكن الجمع بينها، والتجربة تشهد أن الذين خاضوا في تحكيم العقل وتحكّمه في النص ضلوا وبعض منهم رجعوا وأقروا بخطأ هذا المنهج ولزوم التسليم للشرع المعصوم .وأخيراً ؛ فإنه لابد من اليقين بأن ما جاء به الشرع المعصوم هو الكمال المطلق الذي تتحقق به المصالح وتندفع به المفاسد ويتفق مع الفطر السليمة والعقول الرشيدة ، وأنه يحق لنا أن نحمد الله عز وجل على نعمة الدين والعقل معاً إذا كان عقلنا على منهج الصواب في ديننا، فكل ما حرمه الإسلام شهدت العقول بمضرته وتقدم العلوم يكشف المزيد لكل ذي عقل حصيف ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى ومنها تحريم الخمر ولحم الخنـزير والربا والسفور والاختلاط، ولا بد أن نسلم ونقتنع بعقولنا أن مخالفة الشرع تحصل به المفاسد وتتكدر بها الحياة كما قال تعالى :{ ومن أعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكاً }.ومن نعمة الله على أهل الإسلام أنه كفاهم أمر الغيب فأنزل عليهم القرآن وتكفل بحفظه وأرسل إليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم - وحفظ سنته فكفاهم أمر الغيب والدين والعبادة حتى لا ترهق عقولهم بالبحث فيما لا تستطيع وحتى تفرغ عقولهم للتفكير في شؤون دنياهم واستخراج خيرات الأرض، قال سيد قطب رحمه الله: " وما من دين احتفل بالإدراك البشري وإيقاظه وتقويم منهجه في النظر واستجاشته للعمل وإطلاقه من قيود الوهم والخرافة وتحريره من قيود الكهانة والأسرار المحظورة، وصيانته في الوقت ذاته من التبدد في غير مجاله، ومن الخبط في التيه بلا دليل ، ما من دين فعل ذلك كما فعله الإسلام " ، وقال أيضاً : " إن التصور الإسلامي يدع للعقل البشري وللعلم البشري ميدانه واسعاً كاملاً فيما وراء أصل التصور ومقوماته ولا يقف دون العقل يصده عن البحث في الكون، بل يدعوه إلى هذا البحث ويدفعه دفعاً ". [ خصائص التصور إسلامي ص 49، 71 ] .ومن لطائف ما ذكره الغزالي المتأخر رحمه الله أنه ذكر أن الله كفى المسلمين أمر الدين وأمرهم فيه بالإتباع، وفتح لهم أمر الدنيا وأمرهم فيها بالابتداع، لكن بعض المسلمين مضوا في الدين بالابتداع والاختراع، وفي شأن الدنيا اكتفوا بالإتباع لأمم الشرق والغرب دون تطور وإبداع واختراع .ولذا ينبغي البعد عن خوض العقول في هذه المتاهات الغيبية، بل ينبغي الترفع عن إشغال العقول في المسائل الجدلية التي لا طائل من ورائها، قال البنا رحمه الله :" وكل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعاً ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام التي لم تقع"، [ رسائل الإمام حسن البنا ص9 ] .قال ابن حجر في هذا السياق:" ومثله الإكثار من التفريع على مسألة لا أصل لها في الكتاب ولا السنة ولا الإجماع وهي نادرة الوقوع جداً، فيصرف فيها زماناً كان صرفه في غيرها أولى ... وأشد من ذلك في كثرة السؤال البحث عن أمور مغيبة ورد الشرع بالإيمان بها مع ترك كيفيتها... وأشد من ذلك ما يوقع كثرة البحث عنه في الشك والحيرة " [ فتح الباري 13/267 ] .والله الهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .وكتبهد. علي بن عمر بادحدح هذا المقال من: إسلامياتhttp://islameiat.com/docعنوان المقالhttp://islameiat.com/doc/article.php?sid=546

[/list=1]
[/list=1]


- خص الله أصحاب العقول بالمعرفة التامة لمقاصد العبادة: {واتقون يا أولي الألباب } [ البقرة : 197 ].2- قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول : { قد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} [ يوسف :111 ] ، {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعلمون } [ العنكبوت : 35 ].3- كرم الله العقل وجعله مناط التكليف عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَشِبَّ وَعَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِل ) .4- ذم الله المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها :{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا، أولو كان آبائهم لايعقلون شيئاً ولا يهتدون} [ البقرة :170].5- حرم الإسلام الاعتداء على العقل فحرم المسكر والمفتر، {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }[ المائدة :90 ][/list=1]

Print this item