07-14-2003, 11:37 AM
فتاوى مهمة لعموم الأمة بن باز , العثيمين (مجموعة فتاوى)
اسم الكتاب :: فتاوى مهمة لعموم الأمة
اسم المؤلف :: عبد العزيز بن باز , محمد بن صالح العثيمين
ولادة المؤلف :: 0
وفاة المؤلف :: 0
دار النشر :: دار العاصمة
مدينة النشر :: الرياض
سنة النشر :: 1413هـ
رقم الطبعة :: الأولى
عدد الأجزاء :: 1
اسم المحقق :: إبراهيم الفارس
الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة في الدين
سؤال يسأل أحمد حسن غريب من جدة قائلا ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي؟
الفتوى نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولا إلا حين بعث كما قال أهل العلم نبيء بإقرأ وأرسل بالمدثر لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة كما قال الله تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله رسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون 2 وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماما متبوعا ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ولم يدع لأمته خيرا إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شرا إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماما متبوعا أن نتقدم بين يديه بالاحتفال مولده أو بمبعثه والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة قال هذه الكلمة العامة وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول وأفصح الناس بما ينطق وأنصح الناس فيما يرشد إليه وهذا أمر لا شك فيه لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئا لا يكون ضلالة ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ولهذا روى النسائي آخر الحديث وكل ضلالة في النار ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم فلما لم يفعلوا شيئا من ذلك على أنه ليس من دين الله والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبين لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم وأن يعتنوا بما هو بين ظاهر من الشريعة من الفرائض والسنن المعلومة وفيها كفاية وصلاح للقلب وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن غندهم فتورا في كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات وهذا أمر يجب أن يفطنوا له حتى يستقيموا على ما ينبغي أن يكونوا عليه من المحافظة على ما ثبتت شرعيته هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المؤدي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعا كما يرددون قول البوصيري
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكم آخذا يوم المعاد يدي صفحا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطبا النبي عليه الصلاة والسلام فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن للتبعيض والدينا هي الدينا وضرتها هي الآخرة فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام وليس كل جوده فما الذي بقي لله عز وجل ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة وكذلك قوله ومن علومك علم اللوح والقلم ومن هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب ورويدك يا أخي المسلم إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله أنه عبدالله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي 1 وما أمره الله به في قوله قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا 2 وزيادة على ذلك قل إني لن يجبرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا 3 حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئا لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة فلي الدين بل هي يضاف إليها شيء من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ونحن في غنى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد مجموع فتاوي ابن عثيمين.