08-09-2003, 10:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إلــى الشـــــبـاب
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. أدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، حتى تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وبعد.....
أيها الأخوة الأعزاء.. إننا كمسلمين نهتم بأمر المسلمين. والناظر إلى أحوال المسلمين في شاشات التلفاز يرى أن ما يعلن من الأخبار في مجمله يتلخص في أن الإسلام مضطهد ومحارب لا لشئ إلا أن المسلمين ارتضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا والقرآن شرعة ومنهاجا. فهاهم في كشمير تُسلب أراضيهم، وفي الفليبين تهضم حقوقهم، وفي فلسطين تنتهك المحارم، وفي الشيشان تحرق أراضيهم، بل في بعض بلاد المسلمين نرى من تُسلب حريته لأنه يقول: لا إله إلا الله، وصدق الله تعالى إذ يقول: ((وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)).
فإلى متى يظل هذا الوضع الأليم؟ وإلى متى هذه الحالة المأساوية؟ متى يأتي صلاح الدين وخالد بن الوليد؟ من الذي يوقظ الأمة المسلمة من هذا الكابوس الذي تغرق فيه؟ فإلى كل شاب مسلم غيور.. إلى كل شاب مسلم يحمل هَمَّ أمته...وإلى كل شاب مسلم يريد الجنة.....وإلى كل شاب مسلم يبحث عن الطريق.....وإلى كل شاب مسلم ينتظر منه الإسلام دورا لإعادة أمجاده ليكون جنديا في جيش خالد أو صلاح الدين......إليك أيها الأخ الحبيب أهدي هذا البحث؛ سائلا المولى عز وجل أن يجعله خالصا لوجهه... إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
الفصل الأول : الشباب
* لماذا الشباب؟
قبل أن يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم، كان الناس في العالم يموجون في ضلالات عديدة فكرية وشركية ووثنية وإلحادية، إلى الضلالات الخلقية التي وصلت في الهند على سبيل المثال إلى أحط شئ، حيث استباحوا الأعراض، وأباحوا اللعب بالعورات، وابتداع الأشكال المزرية للزواج. أما العرب فكانوا أمة متخبطة عبارة عن قبائل متفرقة يحكمهم قانون الغابة، فالبقاء للأقوى: القوي يأكل حق الضعيف، والغني يظلم الفقير. أحلوا الربا واعتبروه كالبيع فكوّن الطبقية في المجتمع ليزيد الغني غنى والفقير فقرا. عبدوا الأحجار والشمس والكواكب والقمر، عبدوا الأوثان والأصنام، وبلغ الضلال بأحدهم أن يصنع إلهه من التمر فإذا جاع أكله!! وانتشر القمار حتى أن أحدهم يقامر بأهله وماله فيخسرهما جميعا.. انتشر شرب الخمر وانحطت الأخلاق، وهُضم حق المرأة منذ ولادتها، فإن سلمت المرأة من الوأد في صغرها وعاشت ذاقت الهوان والعذاب، وإن كانت زوجة فلا يحق لها المطالبة بحقوقها، وإن مات زوجها تبقى معلقة أو تُورَث مع البهائم والأموال.
وعندما جاءت رسالة رب الأرباب، رسالة الإسلام الوسطية العادلة ومنهج الحياة القويم من الرحمن الرحيم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشعل الهدية ينير الدرب، فكان أول من استجاب لهديه صلى الله عليه وسلم عشرة شباب:
أبو بكر الصديق - 37سنة.
عمر بن الخطاب - 27 سنة.
عثمان بن عفان - 34 سنة.
علي بن أبي طالب - 10 سنوات.
طلحة بن عبيد الله - 14 سنة.
الزبير بن العوام - 16 سنة.
سعد بن أبي وقاص- 17 سنة.
سعيد بن زيد - 15 سنة.
أبو عبيدة بن الجراح - 27 سنة.
عبد الرحمن بن عوف - 30 سنة.
ولاحظ يا أخي أن هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة، وأن أعمارهم تترواح بين 10 و37 سنة أي بمتوسط 23 سنة تقريبا أي في ريعان الشباب وعنفوانه، وأن معظم هؤلاء الشباب كانوا قادة جيوش المسلمين، وفتحوا بلاد العالم، ولهم سير عظيمة حافلة بالجهاد والتضحية والفداء. ونستنتج مما سبق أن من غير وجه التاريخ بعد الحقبة المظلمة كانوا من الشباب، فرضي الله عنهم ورضوا عنه، وهو الأمر المنتظر من شباب اليوم وفتيانه.