05-28-2003, 11:11 PM
أما الافساد الثاني فهو الوعد الثاني الذي لم يتحقق لانه قادم عندما نأخذ بالاسباب، وعندها ستأتي معركة الوعد الحق· انه الافساد الكبير الذي يتشكل منذ العام 1948 ·
كيف حررنا القدس
أما المحطة الثالثة في هذه الخبرة التاريخية فتتمثل بمبدأ تراكم الجهد في تحرير القدس الأول زمن الخليفة عمر بن الخطاب وصولاً إلى التحرير الثاني على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، وهو جهد بدأه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوة أسامة بن زيد إلى فلسطين ليتابعها أبو بكر بعد حروب الردة ليأتي عمر بن الخطاب ويتسلم مفاتيح بيت المقدس من الراهب صفرونيوس·· انها جهود متراكمة حيث تحولت الأمة إلى حالة جهادية واصرار دائم لمتابعة الجهاد دون استرخاء أو انكفاء·
اما الدخول الثاني فكان نتيجة تراكم جهود من سبقوه من المجاهدين (أق سنقر البرسقي) ثم عماد الدين زنكي وبعده نور الدين محمود اللذين وحدا بلاد الشام ليتابع صلاح الدين توحيدها مع مصر أيضاً، ولتثمر حركات المقاومة المسلحة المتتالية ذلك النصر الأكيد رغم ان الفرنجة دخلوا القدس عام 492 وقتلوا 70 ألف من المدنيين كما يقول مؤرخهم (كانت خيولنا تغوص في برك من الدماء) لكن المسلمين ما استكانوا وتابعوا تضافر الجهد المقاوم·· أما نحن فكان عندنا الآن تنامي الجهل المطبق منذ 50 سنة، لذا نجد صعوبة في النصر حيث انعدم تراكم الجهاد قبيل استفحال خطر اليهود ثم إثر اعلان كيانهم وبعد عدة حروب متتالية كنا خلالها نركن إلى التخدير فتنقطع صلتنا بالجهاد والتحرير·
كيف أقاموا دولتهم؟
ثم يتوقف الدكتور خليل عند المحطة الرابعة من المسيرة التاريخية لليهود مع بداية المؤتمر الاول لقيام اسرائيل في بازل 1897 عندما خطط اليهود لبرنامج زمني على مدى 50 سنة لانشاء كيانهم، وما كانوا ليفلحوا لو أننا تابعنا الجهد التراكمي لحملات الجهاد التي بدأت منذ العهد النبوي روراً بسائر العصور الاسلامية·
وتساءل المحاضر: ماذا فعلنا منذ العام 1948 حتى الآن؟ هل امتلكنا استراتيجية عمل للتقدم بضع خطوات نحو فلسطين؟ هل حققنا وحدة عسكرية؟ أو على الاقل وحدة اعلامية؟ هل نمّينا قدراتنا في التصنيع العسكري؟ هل تنبهنا إلى ما حذرنا منه القرآن الكريم؟ هل أنشأنا سوقاً عربية مشتركة وقد سبقتنا اوروبا المتناقضة بدولها ولغاتها ومذاهبها وتاريخها إلى وحدة اليورو؟
واجاب: فلماذا يحق لنا ان نستفسر عن سبب هزائمنا؟·
وعد الله حق
أما آخر المحطات التي توقف عندها المحاضر فهي ما وعدنا به الله تعالى في آخر سورة الاسراء فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً فاليهود يتوافدون إلى فلسطين المصيدة الالهية الكبرى، وهذه من المستقبليات التي بشرنا بها القرآن الكريم ليتجمعوا في الساحة الفلسطينية ولتبدأ المسيرة الجديدة لجهاد أمتنا مع الافساد الثاني لبني يهود، مع موافقتنا لتفسير الخالدي والزويعي·
ولفت الدكتور خليل إلى ما ينتظر أمتنا من مرابطة وتحديات بعد ان تداعت علينا الأمم واستكلب اليهود الذين سخروا العولمة لمآربهم، واستخدموا الجنس والمخدرات لأفساد شعوبنا، ذلك انهم لا يتورعون عن اي اسلوب يسخرونه لخدمة أحقادهم ونشر الرذيلة·· فهم وراء اشاعة الشذوذ والاغتصاب والفواحش والأحزاب والعلمنة وبث الشبهات حول ديننا وأمتنا··· ولكن المكر السيء يحيق بأهله وكان حقاً علينا نصر المؤمنين·· ان كنا مؤمنين·· وهنا تبدأ القضية·
تم بحمد الله