Thread Rating:
  • 0 Vote(s) - 0 Average
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الشباب
#1

بسم الله الرحمن الرحيم

إلــى الشـــــبـاب

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. أدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، حتى تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وبعد.....

أيها الأخوة الأعزاء.. إننا كمسلمين نهتم بأمر المسلمين. والناظر إلى أحوال المسلمين في شاشات التلفاز يرى أن ما يعلن من الأخبار في مجمله يتلخص في أن الإسلام مضطهد ومحارب لا لشئ إلا أن المسلمين ارتضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا والقرآن شرعة ومنهاجا. فهاهم في كشمير تُسلب أراضيهم، وفي الفليبين تهضم حقوقهم، وفي فلسطين تنتهك المحارم، وفي الشيشان تحرق أراضيهم، بل في بعض بلاد المسلمين نرى من تُسلب حريته لأنه يقول: لا إله إلا الله، وصدق الله تعالى إذ يقول: ((وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)).

فإلى متى يظل هذا الوضع الأليم؟ وإلى متى هذه الحالة المأساوية؟ متى يأتي صلاح الدين وخالد بن الوليد؟ من الذي يوقظ الأمة المسلمة من هذا الكابوس الذي تغرق فيه؟ فإلى كل شاب مسلم غيور.. إلى كل شاب مسلم يحمل هَمَّ أمته...وإلى كل شاب مسلم يريد الجنة.....وإلى كل شاب مسلم يبحث عن الطريق.....وإلى كل شاب مسلم ينتظر منه الإسلام دورا لإعادة أمجاده ليكون جنديا في جيش خالد أو صلاح الدين......إليك أيها الأخ الحبيب أهدي هذا البحث؛ سائلا المولى عز وجل أن يجعله خالصا لوجهه... إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

الفصل الأول : الشباب

* لماذا الشباب؟

قبل أن يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم، كان الناس في العالم يموجون في ضلالات عديدة فكرية وشركية ووثنية وإلحادية، إلى الضلالات الخلقية التي وصلت في الهند على سبيل المثال إلى أحط شئ، حيث استباحوا الأعراض، وأباحوا اللعب بالعورات، وابتداع الأشكال المزرية للزواج. أما العرب فكانوا أمة متخبطة عبارة عن قبائل متفرقة يحكمهم قانون الغابة، فالبقاء للأقوى: القوي يأكل حق الضعيف، والغني يظلم الفقير. أحلوا الربا واعتبروه كالبيع فكوّن الطبقية في المجتمع ليزيد الغني غنى والفقير فقرا. عبدوا الأحجار والشمس والكواكب والقمر، عبدوا الأوثان والأصنام، وبلغ الضلال بأحدهم أن يصنع إلهه من التمر فإذا جاع أكله!! وانتشر القمار حتى أن أحدهم يقامر بأهله وماله فيخسرهما جميعا.. انتشر شرب الخمر وانحطت الأخلاق، وهُضم حق المرأة منذ ولادتها، فإن سلمت المرأة من الوأد في صغرها وعاشت ذاقت الهوان والعذاب، وإن كانت زوجة فلا يحق لها المطالبة بحقوقها، وإن مات زوجها تبقى معلقة أو تُورَث مع البهائم والأموال.

وعندما جاءت رسالة رب الأرباب، رسالة الإسلام الوسطية العادلة ومنهج الحياة القويم من الرحمن الرحيم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشعل الهدية ينير الدرب، فكان أول من استجاب لهديه صلى الله عليه وسلم عشرة شباب:

أبو بكر الصديق - 37سنة.

عمر بن الخطاب - 27 سنة.

عثمان بن عفان - 34 سنة.

علي بن أبي طالب - 10 سنوات.

طلحة بن عبيد الله - 14 سنة.

الزبير بن العوام - 16 سنة.

سعد بن أبي وقاص- 17 سنة.

سعيد بن زيد - 15 سنة.

أبو عبيدة بن الجراح - 27 سنة.

عبد الرحمن بن عوف - 30 سنة.

ولاحظ يا أخي أن هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة، وأن أعمارهم تترواح بين 10 و37 سنة أي بمتوسط 23 سنة تقريبا أي في ريعان الشباب وعنفوانه، وأن معظم هؤلاء الشباب كانوا قادة جيوش المسلمين، وفتحوا بلاد العالم، ولهم سير عظيمة حافلة بالجهاد والتضحية والفداء. ونستنتج مما سبق أن من غير وجه التاريخ بعد الحقبة المظلمة كانوا من الشباب، فرضي الله عنهم ورضوا عنه، وهو الأمر المنتظر من شباب اليوم وفتيانه.

Reply
#2

* الشباب من الناحية اللغوية

الشباب مشتقة من مصدرها الثلاثي (شبَّ). وتستخدم هذه الكلمة في إشعال النار والحروب [انظر مختار الصحاح مادة (ش ب ب)]. حقا هي المرحلة التي يكون فيها الإنسان شعلة متوقدة وطاقة رهيبة لا تضاهيها طاقة. في هذه المرحلة يتمتع الإنسان بكامل قواه العقلية والروحية والبدنية، وسبحان من وصف مراحل العمر فقال: ((الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )). فوضع الله مرحلة الشباب في قمة هرم القوة بين مرحلتي الضعف الطفولة والشيخوخة.

ولما كان قيام دولة الإسلام ليس بالأمر البسيط، فإن الشباب هم الذين سخروا لهذه المهمة العظيمة والشرف العظيم. فمن كان سيقوى على تحمل رمال مكة الحارة ليُجرَّ عليها عاري الظهر سوى الشباب؟ هل كان يمكن للشيوخ أن يتحملوا هذا العذاب؟ وما زالت رمال مكة تحمل عبق خير البشرية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرقهم ودمائهم الطاهرة الزكية، بل ذهبت هذه الدماء الطاهرة إلى أنحاء الدنيا فبذلت في سبيل الله، ولهذا كله اختير موضوع البحث؛ لأنه معقود عليكم آمال أمتكم.

في رسالة للشباب يقول أحد الدعاة: (( قد ينشأ الشاب في أمة وادعة هادئة قَوِيَ سلطانها واستبحر عمرانها فينصرف إلى نفسه أكثر ما ينصرف إلى أمته، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير. وقد ينشأ في أمة مجاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها واستبد بشؤونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل لإسترداد الحق المسلوب… حينئذ يكون أوجب الواجبات على هذا الشاب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه، وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير في مجال النصر والخير الآجل بعد مثوبة الله)).

ويقول في موضع آخر: ((وتكاد الأركان الأربعة (لتحقيق النجاح في الدعوة) وهي الإيمان والإخلاص والحماس والعمل من خصائص الشباب. ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا هو في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها. ومن هنا كثرت واجباتكم، ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا يجب أن تفكروا كثيرا وتعملوا كثيرا… وأن تعطوا الأمة حقها كاملا من هذا الشباب)).

ثم يختم حديثه للشباب: ((وإن أبيتم إلا التذبذب والاضطراب والتردد بين الدعوات والمناهج الفاشلة، فإن كتيبة الدعوة ستسير غير عابئة بقلة أو بكثرة بكم أو بغيركم)).

* الشباب ومرحلة التكليف

حين يصل الفتى إلى مرحلة البلوغ، يلقي نظرة وداع أخيرة على حياة الطفولة الوادعة وينتقل إلى عالم آخر، فتحدث تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية كثيرة. فالشاب يتغير صوته وسلوكه وينمو جسده وقوته، وتتغير خصائص كثيرة من حياته. وتعرف مرحلة البلوغ بإحدى ثلاثة أمور: إما بلوغ 15 عاما، أو إنزال المني، أو ظهور شعر العانة. وعند ظهور أحد هذه العلامات، على الشباب أن يعلم أنه بلغ: أي أنه منذ تلك اللحظة مكلف تماما مثل باقي الرجال، فإن قتل أقيم عليه القصاص وطبق عليه أحكام الشرع التكليفية.

في هذه المرحلة الهامة يصبح لزاما على الشاب أن يعرف أنه في وضع المسؤولية. فمنذ اليوم الأول هو محاسب والملكان عن يمينه وشماله وبدأت الصحائف تُكتَب وتسجل الأعمال والأقوال.

* خصائص الشباب في الإسلام

أعطى الإسلام خصائص ومميزات للشباب لعلم الشارع الحكيم بأهمية هذه المرحلة:

معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يقول الشافعي: رد النبي صلى الله عليه وسلم 17 من الصحابة وهم أبناء 14 سنة لم ير أنهم بلغوا، ثم عُرضوا عليه وهم أبناء 15 سنة فأجازهم.

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأي الشباب يوم أحد.

خص رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فقال: ((وشاب نشأ في طاعة الله)).

أن الإنسان سوف يسأل يوم القيامة عن مرحلة الشباب فيما أبلاه، وهو من ضمن الأسئلة التي لن تزول قدما عبد حتى يُسأل عنها.

يقول ابن عباس: ما بعث الله نبيا إلا شابا، ولا أُوتي العلم عالم إلا وهو شاب. (رواه ابن أبي حاتم وابن كثير).

كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الوصية لهم:

- ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج))

- ((يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك))

- ((يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك..))

سلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيادة الجيوش واستشارهم.

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعبا بن عمير سفيرا وداعية إلى أهل المدينة.

مناقب شباب الصحابة :

لهم السبق في الإسلام.

العناية بحفظ القرآن الكريم. يقول البراء بن عازب عن نفسه: (( لم يَقْدُم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سُوَرَ المفصل)).

طلب العلم. ورد أن زيد بن ثابت تعلم اللغة العبرية والسريانية في أقل من سنة واحدة.

العبادة. كان محمد بن طلحة يلقب بالسّجّاد لكثرة سجوده وعبادته.

الدعوة إلى الله. موقف الحسن والحسين في دعوتهما للرجل الذي يسيء الوضوء وكيف تأدبا معه.

الإنفاق. أبو بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وصهيب وأبو طلحة ضربوا أعلى الأمثلة.

الجهاد. وكفى بأهل بدر وأحد واليرموك فخرا وعزا وقدوة لكل مسلم.

الرياضة. كانوا يتسابقون في ركوب الخيل و العدو ورفع الأحجار.

مناقب شباب التابعين:

كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح من الصباح، رفع رجليه إلى الحائط ليعود الدم إلى رأسه من طيلة السهر في قيام الليل.

يقول ابن اسحاق: "ذهبت الصلاة مني، وضعفت، ورق عظمي وإني أقوم اليوم للصلاة فلا أقرأ إلا البقرة وآل عمران"!! فما بالكم بما كان يقرأ وهو شاب.

يقول أحد النصارى: "لولا انتصار أوربا على المسلمين وقائدهم الغافقي، لظلت أوروبا تنعم بسماحة الإسلام ثمانية قرون". قال ذلك عن القائد العظيم عبد الرحمن الغافقي قائد الجبهة الإسلامية في جنوب فرنسا، حيث استطاع بعزيمته وروح الشباب التوغل في فرنسا حتى استشهد وتفرق جيشه.

محمد الفاتح تولى خلافة أكبر دولة في العالم وعمره 20 سنة. وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((نعم الأمير)) وقد فتح القسطنطينية التي استعصت على أكثر من عشر حملات قبله.

محمد بن القاسم قائد جبهة مناطق شرق آسيا والفاتح الكبير الذي أضاء أسيا كلها بنور الإسلام.

عمر بن عبد العزيز العالم المجاهد الزاهد المصلح بحكمة لما فسد من ضمائر الناس، فصار بعدله وتقواه خامس الراشدين.

إياس بن معاوية قال لرجل استهان به: "عمري مثل عمر أسامة يوم قاد جيشا فيه أبو بكر وعمر".

توفي الإمام النووي وعمره 35 عاما، وقد نشر في الدنيا كلها علمه من الفقه والحديث. ولا تزال كتبه يرجع إليها كل باحث عن دينه ومَن مِن طلبة العلم من لم يرجع لكتبه القيمة؟ رحمه الله.

وهذا غيض من فيض وإلا فافتح ذاكرة التاريخ السياسي والعسكري والفقهي والطبي والفَلَكي والخُلُقي والعلمي، وتعلم من قدوة الإنسانية ثم قل هؤلاء هم الشباب حقا.

مركز الإعلام الإسلامي العالمي

Global Islamic Media Centre

groups.yahoo.com/group/globalislamicmedia

إلى الشباب - الحلقة الأولى

كتبه/ محمد نور الدين المعداوى

****************************************

والله أكبر- ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون

رصد لأخبار المجاهدين وتحريض للمؤمنين

http://groups.yahoo.com/group/globalislamicmedia

Reply



[-]
Quick Reply
Message
Type your reply to this message here.


Forum Jump:


Users browsing this thread: 1 Guest(s)