05-28-2003, 11:08 PM
القرآن الكريم أفرد مساحات لبني اسرائيل كي يحذرنا من نفسيتهم وأطماعهم
تحرير القدس على يد صلاح الدين كان نتيجة تراكم الجهد الجهادي منذ عصر الرسول
د· عماد الدين خليل محاضراً عن "فلسطين والخبرة التاريخية"
طرابلس - "اللــــــواء الاسلامي":
دعا الدكتور عماد الدين خليل إلى التنبه لما أورده القرآن الكريم من قصص اليهود وأخلاقهم وصفاتهم، وإلى الإعتبار بسيرة النبي الكريم في تعامله مع يهود الجزيرة، وإلى التبصر بالسبل الآيلة إلى انقاذ هذه الأمة من الطغيان اليهودي·
ولفت إلى تراكم الجهد في تحرير القدس منذ زمن عمر بن الخطاب إلى التحرير الثاني على يد صلاح الدين حيث لم تنقطع بين هذين الفاتحين العظيمين الجهود المتواصلة والدؤوبة لتحرير بيت المقدس واكنافه من الغزاة الصليبيين·
جاء ذلك في خلال محاضرة القاها الدكتور خليل على مسرح الايمان في طرابلس بعنوان "فلسطين والخبرة التاريخية" بدعوة من جمعية التربية الإسلامية وإتحاد الحقوقيين المسلمين وحضرها حشد من الشخصيات الاسلامية والسياسية والتربوية، وقدم له رئيس الجمعية غسان حبلص معرفاً بمؤلفاته الأربعين في التاريخ والفكر والأدب والسيرة·
استهل المفكر الاسلامي الدكتور عماد الدين خليل محاضرته بالاشارة إلى ان القرآن الكريم حفل بالقصص التاريخي والإخبار لنتعلم "لقد كان في قصصهم عبرة" وركز في المقام الاول على قصص بني اسرائيل وتوقف عند الظاهرة اليهودية وتعاطيها مع الانبياء والبشر وقبل ذلك كله مع الله سبحانه وتعالى·
واشار المحاضر إلى خمس محطات لافتة من التاريخ اليهودي وسبل مواجهة عدائهم ليصل إلى الوعود النبوية (المستقبليات) في ختام هذا الصراع·
بنو اسرائيل في القرآن الكريم
استعرض الدكتور خليل في المحطة الأولى اهتمام القرآن الكريم ببني اسرائيل عبر التاريخ القديم حيث محّضهم مساحات واسعة وبخاصة في المقاطع الأولى من سورة البقرة، كأنه يريد تسليط الضوء على السلوك والنفسية اليهودية· فكانت هذه المساحة المفردة لهم كي نعلم مسارنا وكيفية التعامل مع تلكم الفئة التي ستلعب دوراً خطيراً في العالم، وان نفتح عيوننا جيداً لما سيحاك لنا من أحفاد اولئك اليهود·
ونبّه المحاضر ان مشكلتنا هي أننا لم نُصغ جيداً لهذا الخطاب القرآني ولم ننفذ تحذيراته وإلا لكنا سادة العالم ولما كان بيننا الآن يهود غزاة يحتلون الأرض التي بارك الله حولها·· لقد كان بيننا وبين القرآن والسنة سدُّ منيع قذف بنا إلى آخر الركب، وسنرجع باذن الله عندما ننزع الشمع الأحمر من آذاننا في تعاملنا مع الخطاب القرآني·
في المحطة الأولى نجد القرآن الكريم ينادي أمتنا أن احذري هذه الفئة الباغية التي عذبت الانبياء وشوهت ثوراتها وحولتها مجموعة سفالات ومخازٍ· فعليك ايتها الأمة المسلمة ان تتنبهي جيداً انك الأجدر وأن تحذري لدغة الافعى الذي يصب سمه في الموروث النبوي· هؤلاء هم اليهود الذين تنكروا للنبي موسى رغم انقاذه لهم من فرعون فينكفئون على وجوههم إلى وثنية عبادة العجل الذهبي، ولا زالوا كذلك يعشقون الذهب ويقبضون على مال العالم·· فكيف دخلت هذه الأمة التاريخ ونحن نخرج منه في حين اننا نحمل الكتاب العظيم؟·· انها فعلاً لمعادلة مخزية·
بنو اسرائيل في إفسادين
أما المحطة القرآنية الثانية فهي الاشارة إلى الافسادين اللذين منيا بهما بنو إسرائيل· فاما الفساد الأول كما يشاع فهو زمن الغزو البابلي لمملكتي يهودا والسامرة والتي ساق فيها نبوخذ نصر 40 ألف يهودي من القدس إلى بابل وحكمهم بالاشغال الشاقة فامتلأت نفوسهم بالحقد والعدوانية وأنجز حاخاماتهم هناك التلمود ينبض بالشوفينية والارهاب "من حق اليهودي ان يستخدم كل الاساليب لتدمير الأمميين ويستعلي على الآخرين" وهذه الرؤية الارهابية هي التي سيطرت على مؤتمر بازل النواة الأولى للمشروع الصهيوني·
أما الافساد الثاني فكان على يد الاشوريين من نينوى ليلحقوا ببني يهود الويل والدمار باعنف مما اصابهم على يد البابليين·
واستدرك الدكتور خليل بالقول، ولكن هناك آراء مغايرة لما تعارف عليه المفسرون القدامى ومنها للدكتور صلاح الخالدي والدكتور عامر زويعي ترى ان الافساد الاول لليهود هو في العهد المدني وما فعلوه بالرسول الكريم وبدعوته والاساليب الخبيثة التي اعتمدوها لتدمير الدولة الاسلامية بحروب نفسية وتحزيب الاحزاب وتقديم المال للمشركين ومحاولات الاغتيال فكان اخراج بني قينقاع ثم بنو النضير وبنو قريظة، وهؤلاء كانوا مجرمي حرب لأنهم نقضوا العهد بعد ان كانوا حلفاء للرسول فخانوه وفتحوا ممراً لاعدائه·
يتبع