سلسلة الرباط فى سبيل الله - Printable Version +- Forums (https://bb.islamsms.com) +-- Forum: اللغة العربية (https://bb.islamsms.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- Forum: منتدى المقالات باللغة العربية (https://bb.islamsms.com/forumdisplay.php?fid=12) +--- Thread: سلسلة الرباط فى سبيل الله (/showthread.php?tid=9801) |
سلسلة الرباط فى سبيل الله - Muslimah - 06-14-2003 سلسلة الرباط فى سبيل الله 1 ما المقصود به؟ بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله النبى الأمين. اللهم صلى وسلم على محمد و على آل محمد، كما صليت و سلمت على إبراهيم و على آل إبراهيم. و بارك اللهم على محمد و على آل محمد، كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم، فى العالمين إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن ساداتنا أبى بكر و عمر و عثمان وعلى و عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. بسم الله ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، اللهم إنا نسألك علما نافعا و قلبا خاشعا و جسدا على البلاء صابرا. اللهم أجر الحق على ألسنتنا، اللهم أيدنا بالحق و أيد الحق بنا. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة. أهلا و مرحبا بكم أيها الأحباب فى هذه الحلقة التى نسأل الله عز و جل أن تكون فى ميزان حسناتنا و أن تكون حجة لنا لا علينا. نتحدث فى هذه الحلقة عن أحد أنواع العبادات الغائبة التى شرعها الله عز وجل لنا و أمرنا بها رسوله الكريم. وبالرغم من ذلك نسيها الناس و تركوها والقليل جدا من الناس هم الذين يأتون بهذا النوع من العبادات و يحافظون عليها. و عبادة اليوم التى نتحدث عليها هى عبادة من باب الجهاد.و إذا كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد قال فى الحديث الصحيح :"من لم يغزو أو يحدث نفسه بغزو، مات ميتة الجاهليه". و فى رواية "مات على شعبة من الجاهلية". ففى هذه الايام التى تمر بها الأمة الإسلامية، يشتاق الناس جميعا للجهاد، و يتمنون أن يموتوا شهداء، و يتمنون أن يموتوا فى سبيل الله، و يسألون المولى عز وجل أن يرزقهم الشهادة على أعتاب المسجد الأقصى او شهادة فى أى ثغر من ثغور الإسلام. و لكن دعونا نسأل..... من الذى يصدق مع الله؟؟؟؟من الذى سيكون قلبه خالصا لهذه الأمنية و هذا الدعاء؟ و من الذى يتمنى الجهاد بإخلاص؟؟؟؟؟ و لعلنا نتذكر قصة بنو إسرائيل مع طالوت وما قالوه لنبيهم:"إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله، قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا، قالوا و ما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و ابنائنا، فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم، و الله عليم بالظالمين". (البقرة – 246). فهل كان هؤلاء جميعا مخلصون فى طلبهم بالجهاد فى سبيل الله؟ هل كانوا يسألون الشهادة بصدق؟؟؟ لذلك أيها الأحباب لابد لنا أن نسأل أنفسنا: هل نحن مخلصون لله بهذه النية؟ و هل نحن مخلصون فى طلب الشهادة؟ أم أن نفوسنا و قلوبنا لا تزال غير مهيأة و غير مستعدة لهذا الأمر؟ أم أن نفوسنا لا تزال تحتاج إلا شىء....... شىء جديد يعين القلوب و الأنفس على الجهاد و يثبتها على هذا الأمر؟ هذه العبادة الى نتحدث عنها اليوم هى فرع من فروع الجهاد.......هى إستعداد للجهاد......هى تدريب للنفس على الجهاد......هى عبادة "الرباط". عبادة الرباط فى سبيل الله التى قال الله عز و جل عنها فى كتابه العزيز:"يا أيها الذين آمنوا إصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون". (آل عمران – 200 ). و السؤال الآن: هل نحن من الذين يصبرون و يصابرون و يرابطون و يتقون الله عز وجل؟؟؟؟؟ هذا هو موضوعنا فى سلسلة الحلقات القادمة، الرباط!!!!!! فلكى نتحدث عن الرباط نحتاج أن نتعرف على معنى هذه الكلمة، و ما هو المقصود بالرباط؟ وهل يكون هناك رباطا فى زماننا هذا؟ و ما هو فضل الرباط فى سبيل الله؟و ماهى صفات الشاب المرابط؟ و ماهى عبادات المرابط فى سبيل الله؟ و ماهى العدة التى أعدها لمثل هذا الأمر؟ كل هذه الأسئلة ستكون هى محور حلقاتنا القادمة بإذن الله تعالى. فنسأل الله عز وجال أن ينفعنا بها و أن يجعلنا من المرابطين فى سبيله. أولا: ما المقصود بالرباط فى سبيل الله؟ و لنبدأ أولا بتعريف هذه الكلمة و الوصول إلى معناها الصحيح. فقد إختلف العلماء فى تعريف الرباط، فبعضهم قال:الرباط هو إنتظار الصلاة إلى الصلاة كما جاء فى الحديث الشريف. و البعض الآخر و هو الراجح قالوا: الرباط هو إنتظار الأمر بالقتال، وهو الإستعداد للقتال، و أخذ الأهبة فى ثغر من ثغور المسلمين أو فى أرض من أراضى المسلمين. هذا هو الراجح من القول و إن جاز لنا أن نقول أن الرباط نوعان: رباط أصغر ورباط اكبر (كما يقال أن هناك الجهاد الأكبر و الأصغر)، فإن جاز لنا أن نقول هذا، فإننا نقول أن إنتظار الصلاة إلى الصلاة هو الرباط الأصغر والرباط الاكبر و الأعظم هو إنتظار الأمر بالقتال. فهذه العبادة أيها الأخ باب كما جاء فى الأحاديث النبوية، قد أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم و حببها إلينا. و أسوق إليكم هذا الحديث لنستدل به على هذا الأمر. روى البخارى من حديث سهل بن سعد الساعدى أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم فى سبيل الله خير من الدنيا وما عليها". إذن فالرباط هنا هو إنتظار الأمر بالقتل و ليس إنتظار الصلاة إلى الصلاة. فإننا كمسلمون مطالبون بإنتظار الصلاة إلى الصلاة كل يوم وفى كل لحظة. فلا يمكن أن يكون المقصود بالرباط فى هذا الحديث هو إنتظار الصلاة، و لكنة إنتظار الأمر بالقتال و الإستعداد للقتال و أخذ الأهبة له. كان هذا فى عجالة تعريف مبسط عن الرباط فى سبيل الله و المقصود به، وموعدنا بإذن الله فى الحلقة القادمة لنتحدث عن فضل الرباط فى سبيل الله و أهميته للمسلمين. أقول قولى هذا و أستغفر الله لى ولكم، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. |